تزخر جدة بالعديد من الصالونات والملتقيات الثقافية طيلة الاسبوع , والتي يتقاطر على جنباتها أسماء بهية من الفعاليات الثقافية المعروفة , فيزيدونها بهاء فوق بهاء , فهناك اثنينية عبدالمقصود خوجة , وأحدية عبدالمحسن القحطاني , وجمعية محمد سعيد طيب , واخرى لدى واصف كابلي , وأيضا صالون أنور عشقي ليلة كل أحد , وغيرها كثير . يقول د.عبدالله الحيدري : ( برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة الصالونات الثقافية التي يقيمها بعض الأدباء والمثقفين والوجهاء في منازلهم في مناطق مختلفة من المملكة في أحد أيام الأسبوع ، وتنسب إليه ، فيقال : سبتية ، أو أحدية ، أو ثلوثية ..إلخ .. وهذه الصالونات أو الندوات البيتيّة تعد روافد مهمة للمؤسسات الثقافية الرسمية كالأندية الأدبية وغيرها . وتأثير هذه الندوات وشهرتها جاءت من خلال الحضور المكثّف الذي استقطبته ؛ وقد خصصت لها «المجلة العربية» قبل عدة سنوات زاوية للتعريف بها وبأصحابها، وكان يشرف على الزاوية الأستاذ سهم الدعجاني الذي راق له أن يؤرِّخ للصالونات بكتاب ، وليس من خلال المجلة فحسب ، وكان له ذلك في العام 1427ه/2006م حينما دفع بمادة الكتاب للمطابع وصدر تحت عنوان “ الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية - رصد وتوثيق " ، وبالاطلاع على مادة الكتاب يظهر بوضوح أن عنوان الكتاب غير دقيق ، وأن العنوان الأدق “الصالونات الثقافية" ؛ لأن عدداً من الصالونات التي عرض لها ليس لها اهتمام بالأدب تحديداً ، ويغلب عليها الاهتمام بالشأن الثقافي العام ، وبعضها متخصص ، ومثال ذلك : ندوة معتوق شلبي الإعلامية ، وثلوثية بامحسون الاقتصادية ، ثم إن المؤلف وصف بعض الصالونات بأنها ثقافية ، ومنها : إثنينية عثمان الصالح بالرياض، وأحدية أحمد المبارك بالأحساء ، ومنتدى المحيش بالأحساء ، وإثنينية النعيم بالأحساء ، وندوة الوفاء بالرياض ، مما يؤكد أن وصف « الثقافية « أدق من “الأدبية" ).والملاحظ ان بعض القنوات الفضائية الخاصة تحرص على حضور ونقل وقائع بعض صالونات جدة .. الامر الذي يجعلنا نرفع سؤالا كبيرا بعد كل ما تقدم : أين القناة الثقافية السعودية ؟ .. ولماذا لا يكون لها حضور قوي في متل هذه الصالونات , وتسجيل جوانب منها , ومن ثم بثها ضمن برامجها لتعزيز الجانب الثقافي للمشاهدين , ولا شعار الناس بان في مجتمعنا حراك ثقافي أهلي متميز .