جدة - شاكر عبد العزيز ، تصوير - إبراهيم بركات دعا لقاء علمي بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة , مجلس الشورى إلى سرعة الانتهاء من مناقشة نظام العمل التطوعي بالمملكة من أجل تنظيم وتأصيل العمل التطوعي والخيري الذي عرفته المملكة العربية منذ القدم باعتبار أن هذا العمل من الأعمال التي أولاها الدين الإسلامي أهمية كبيرة, بل يعد احد مقومات الدولة الإسلامية عبر تاريخها العريق والطويل, وكذلك طالب اللقاء من الجامعات والمراكز البحثية والجهات المعنية الاهتمام بالعمل التطوعي الميداني والتطبيقي وليس النظري فقط خاصة فيما يتعلق بإدارة الأزمات خلال الكوارث الطبيعية كما حدث خلال سيول جدة, وكذلك ضرورة التنسيق والتعاون بين الجمعيات الخيرية في المملكة لتوزيع المهام وتنسيقها وعدم تداخلها وبما يضمن أن تغطي الأعمال التطوعية والخيرية كافة المجالات وليس التركيز على مجالات بعينها على حساب مجالات أخرى. جاء ذلك في اللقاء العلمي الذي نظمته كلية الاقتصاد والإدارة بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث ضمن فعاليات اللقاء العلمي الشهري الذي تنظمه الكلية للعام السابع على التوالي بموافقة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله وتحدث فيه معالي الدكتور عبدالله عمر نصيف رئيس منظمة مؤتمر المؤتمر الإسلامي , ونائب رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني, ونائب رئيس مجلس الشورى السابق , والدكتور نوح بن يحي الشهري الاستاذ بكلية الآداب جامعة الملك عبد العزيز , وأدار اللقاء أيمن بن عبدالقادر كمال عضو هيئة التدريس بقسم إدارة الأعمال بكلية الاقتصاد والإدارة. وأتى هذا اللقاء في ختام اللقاءات العلمية لكلية الاقتصاد والإدارة للعام الجمعي الحالي 1433 1434 ه , وقد تحول إلى مهرجان تكريمي لعميد الكلية السابق وعضو مجلس الشورى الأستاذ الدكتور حسام بن عبد المحسن العنقري مؤسس هذا اللقاءات التي بدأها قبل سبع سنوات, وأشاد الحضور بدوره الأكاديمي والعلمي والخدمات التي قدمها للكلية خلال فترة عمادته لها. من جهته, أكد معالي الدكتور عبد الله بن عمر نصيف على ضرورة تطوير العمل التطوعي من خلال الدراسات والدورات الميدانية والتطبيقية لصقل وتنمية المواهب, وتأصيل ثقافة العمل التطوعي, وتنظيم هذا العمل وتقويمه , مشيراً إلى أن العمل التطوعي والخيري في الدول الإسلامية يتعرض إلى مؤامرات خارجية والتضييق عليه والصاق تهم مختلفة به رغم أنه لم تدان مؤسسة خيرية واحدة في قضايا تمويل الإرهاب , في حين تتوسع الجمعيات الخيرية في ممارسة العمل التطوعي في الدول الإفريقية والإسلامية الفقيرة , موضحاً أن المملكة العربية السعودية تعمل حالياً على تنظيم العمل التطوعي والخيري من خلال تنظيم يخضع للدراسة في مجلس الشورى وبعد الانتهاء من دراسته سيتم رفعه إلى المقام السامي تمهيداً لإقراره. من جهته, طالب الدكتور نوح الشهري بضرورة التنسيق والتعاون بين الجمعيات الخيرية, مشدداً على أهمية ودور قطاع العمل التطوعي في تنمية المجتمعات باعتباره القطاع الثالث بعد القطاعين العام والخاص , مشيراً إلى أن عدد الجمعيات الخيرية في المملكة مازالت قليلة إذ لا تتعدى 700 جمعية, في حين يوجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية أكثر من 1.5 مليون جمعية بها قرابة 63 مليون متطوع قدموا في عام 2010م , حوالي 81 مليار ساعة عمل تطوعي بلغت قيمتها المضافة إلى الاقتصاد الأمريكي 173 مليار دولار , وفي بريطانيا يوجد 22 مليون مشارك في العمل التطوعي يقدمون 90 مليون ساعة عمل اسبوعياً بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني سنوياً.