دعا لقاء علمي عقد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة إلى تكامل الجمعيات الخيرية للارتقاء بالعمل التطوعي والخيري بالمملكة بوصفه من الأعمال التي أولاها الدين الإسلامي أهمية كبيرة ويعد أحد مقومات الدولة الإسلامية عبر تاريخها العريق والطويل. وطالب اللقاء من الجامعات والمراكز البحثية والجهات المعنية الاهتمام بالعمل التطوعي الميداني والتطبيقي وليس النظري فقط , خاصة فيما يتعلق بإدارة الأزمات خلال الكوارث الطبيعية كما حدث خلال سيول جدة , وضرورة التنسيق والتعاون بين الجمعيات الخيرية في المملكة لتوزيع المهام وتنسيقها وعدم تداخلها وبما يضمن أن تغطي الأعمال التطوعية والخيرية جميع المجالات وليس التركيز على مجالات بعينها على حساب مجالات أخرى. جاء خلال اللقاء العلمي الذي نظمته كلية الاقتصاد والإدارة اليوم بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث ضمن فعاليات اللقاء العلمي الشهري الذي تنظمه الكلية للعام السابع على التوالي، بحضور رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله بن عمر نصيف، والأستاذ بكلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور نوح بن يحي الشهري، وأدار اللقاء عضو هيئة التدريس بقسم إدارة الأعمال بكلية الاقتصاد والإدارة الدكتور أيمن بن عبدالقادر كمال. وأكد الدكتور عبدالله بن عمر نصيف ضرورة تطوير العمل التطوعي من خلال الدراسات والدورات الميدانية والتطبيقية لصقل وتنمية المواهب وتأصيل ثقافة العمل التطوعي وتنظيم هذا العمل وتقويمه. وذكر أن المملكة تعمل حالياً على تنظيم العمل التطوعي والخيري من خلال تنظيم يخضع للدراسة في مجلس الشورى وبعد الانتهاء من دراسته سيتم رفعه إلى المقام السامي تمهيداً لإقراره , مشيراً إلى أن هذا النوع من العمل يمتاز بالمرونة ويحتاج إلى قواعد وضوابط , مستشهداً بالنجاحات التي قدمها القطاع الخيري والتطوعي في المملكة خارج حدود البلاد. وأشار في هذا الصدد إلى إنجازات هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية فيما يتعلق بالعمل التطوعي الميداني في حالة الكوارث على غرار ما حدث جراء سيول جدة، لافتاً إلى أن العمل التطوعي لإدارة الكوارث والأزمات الطارئة يتطلب ثقافة ميدانية وليست نظرية لذلك يجب التأسيس لهذا النوع من العمل التطوعي من خلال التدريب الميداني بالتعاون مع الجهات المعنية والجامعات والمركز المتخصصة. من جهته طالب الدكتور نوح الشهري بضرورة التنسيق والتعاون بين الجمعيات الخيرية، مشدداً على أهمية ودور قطاع العمل التطوعي في تنمية المجتمعات بوصفه القطاع الثالث بعد القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى أن عدد الجمعيات الخيرية في المملكة مازالت قليلة إذ لا تتعدى 700 جمعية في حين يوجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية أكثر من 1.5 مليون جمعية بها قرابة 63 مليون متطوع، وفي بريطانيا يوجد 22 مليون مشارك في العمل التطوعي. وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه قطاع العمل الخيري في المملكة أوضح الدكتور الشهري أنها تتركز في قصور التشريعات، وعدم قدرة المؤسسات الخيرية على احتواء المتطوعين، وعدم القدرة على بناء قدرات المتطوعين بالقدر الكافي , وعدم وجود الثقة الكافية في هذه الجمعيات، وضعف الصورة الذهنية عنها وكذلك غياب تقدير الشباب الذي يرغب في العمل التطوعي. وحول مستقبل العمل التطوعي في المملكة قال الشهري: " إننا نحتاج إلى الابتعاد عن العشوائية ونلجأ إلى الاحتراف والجودة والتخطيط الاستراتيجي، والتكامل بين الجمعيات وليس المنافسة فيما بينها مع ضرورة التخصص، وغرس ثقافة العمل التطوعي في المناهج التعليمية، مع الاستفادة من تقنيات الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي لتفعيل وزيادة ونشر ثقافة العمل التطوعي.