يلتهم خروفا في 30 دقيقة    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    إصابة طبيب في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    اختبارات الدور الثاني للطلاب المكملين.. اليوم    "مركز الأرصاد" يصدر تنبيهًا من أمطار غزيرة على منطقة الباحة    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    «الغرف»: تشكيل أول لجنة من نوعها ل«الطاقة» والبتروكيماويات    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    رصد أول إصابة بجدري الماء في اليمن    600 شركة بولندية وسلوفاكية ترغب بالاستثمار في المملكة    آل غالب وآل دغمش يتلقون التعازي في فقيدهم    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    المملكة تعزز التعاون لمكافحة الفساد والجريمة واسترداد الأصول    نائب وزير التجارة تبحث تعزيز الشراكة السعودية – البريطانية    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القِبلة    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    30 عاماً تحوّل الرياض إلى مركز طبي عالمي في فصل التوائم    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    تأثير اللاعب الأجنبي    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    مستقبل جديد للخدمات اللوجستية.. شراكات كبرى في مؤتمر سلاسل الإمداد    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    المدى السعودي بلا مدى    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بمشاركة 45 باحثاً .. بدء أعمال المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
نشر في البلاد يوم 30 - 03 - 2013

يُفتتح صباح اليوم في الجامعة الإسلامية المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف الذي تنظمه الجامعة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تحت عنوان "نحو استراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي"، وذلك ضمن فعاليات الاحتفال باختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013م.
ويشارك في المؤتمر 45 باحثاً وباحثة تصبّ أبحاثهم في أربعة محاور رئيسة تهدف إلى إعداد إستراتيجية للنهوض بالوقف الإسلامي تنظيماً وتشريعاً وإدارةً واستثماراً، كما تسعى إلى مناقشة استراتيجية للتوعية بالأوقاف وإشاعة ثقافتها في المجتمع.
ويشارك في المؤتمر ويحضره باحثون ومهتمّون بالأوقاف يمثلون أكثر من 35 دولة، منها المملكة العربية السعودية ومصر والصين والمالديف والجبل الأسود والكويت والبحرين والأردن والسودان واليمن والمغرب والجزائر وماليزيا وإندونيسيا وتركيا وغينيا.
وقال معالي مدير الجامعة ورئيس اللجنة الإشرافية العليا واللجنة العلمية للمؤتمر الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا إن المؤتمر دُعي إليه جمعٌ من العلماء والمفكرين والسفراء ومسؤولي الشؤون الدينية والأوقاف في عدد من البلدان الإسلامية، والمعنيين بموضوع المؤتمر من الجنسين.
ويرأس جلسات المؤتمر الثماني نخبة من كبار العلماء والمثقفين والمسؤولين، كما يرأس الجلسات في الجانب النسائي عدد من أستاذات الجامعات السعودية.
كما يحاضر على هامش المؤتمر مساء اليوم المفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الزنيدي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حول "البناء الثقافي للشباب المسلم في عصر العولمة".
وتشهد الجلسة الأولى للمؤتمر التي تتناول محور "استراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي تنظيماً وتشريعاً بحثاً حول "أثر الأنظمة القانونية الحديثة على الأوقاف الإسلامية وإخراجها من مسارها الشرعي (الحالة المصرية كمثال)"، وبحثاً عن "الوقف المائي في الإسلام دراسة تاريخية للوقف المائي بالمملكة العربية السعودية بين ماضيه وحاضره (العين العزيزية بجدة أنموذجاً)"، وآخر حول "مرئيات الفقهاء بشأن الضوابط التنظيمية التي يجب تضمينها في أنظمة الوقف، إضافة إلى بحث عن "آليات الحماية القانونية لنظام الوقف بالمغرب وتحقيقها لمقاصد الشريعة دراسة مقاصدية لنظام الوقف من خلال التقنين المغربي الجديد: مدونة الأوقاف"، وبحث يناقش "الوقف الإسلامي المائي ودوره في حل أزمة المياه في دول مجلس التعاون الخليجي، وتختتم ببحث عن "وقف بئر رومة - نظرة معاصرة".
كما تستعرض في الجلسة الثانية أبحاث في المحور ذاته منها بحث عن "الضوابط استثمار الوقف في الفقه الإسلامي" و"مرئيات الفقهاء بشأن المبادئ التنظيمية التي يجب تضمينها في أنظمة الوقف، و"معوقات النهوض بالوقف في ظل أنظمة الوقف النافذة في الأقطار الإسلامية"، وبحث حول "إدارة المخاطر لاستثمار وتنمية الممتلكات والأصول والصناديق الوقفية قراءة لمعايير الكشف عن المخاطر ومواجهتها والحد من آثارها، ويناقش بحث آخر "سقيا ضيوف المسجد الحرام والمسجد النبوي بين عين زبيدة والعين العزيزية والعين الزرقاء"، كما يقدم أحد الأبحاث عرضاً ل"أثر التقنين الحديث للوقف على إخراجه عن مساره الشرعي"، ويبحث آخر في "استثمار الوقف عن طريق عقد الاستصناع المصرفي ودوره في تمويل المشروعات الحرفية الصغيرة والمتوسطة"، وتختتم الجلسة ببحث حول "الأداء الإداري الحكومي للوقف الإشكاليات والحلول".
وتنتقل الجلسة الثالثة لمحور المؤتمر الثاني الذي يركز على "استراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي إدارياً"، وتشهد بحثاً بعنوان "تجربة الأمانة العامة للأوقاف بالكويت في استثمار الأموال الموقوفة,قطاع تنمية الموارد والاستثمار نموذجاً"، وآخر عن "رؤى مقترحة لتطوير إدارة المرأة للوقف"، وبحثاً حول "الكفاءات الرشيدة المسيّرة للمؤسسة الوقفية (أسس الاختيار وسبل الوقاية من الفساد)"، كما يناقش بحث آخر "الرؤى التطويرية لإدارة الأوقاف"، وتختتم ببحث بعنوان "المحاور المفصلية في بناء وتدوين الحجة الوقفية دراسة وتجارب".
وتختتم جلسات اليوم الأول بجلسة تستعرض أربعة أبحاث، تشمل "أهمية تطبيق عقود البناء والتشغيل والإعادة "B.O.T" في تعمير الأوقاف"، وبحث "استثمار الوقف بين توظيف الأموال والاستثمار الحقيقي"، كما يستعرض البحث الثالث "من التجارب الوقفية الناجحة تجربة وحدة الإنتاج والتسويق بمركز بحوث ودراسات المدينة المنورة"، وتختم ببحث بعنوان حول "إطار محاسبي مُقترح لقياس وتوزيع الريع في المؤسسات الوقفيَّة".
المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف بالجامعة الإسلامية
أهداف المؤتمر:
*. إعداد خطة عملية لمستقبل المؤسسة الوقفية وتحديد اتجاهاتها، وتطوير منظومة تشغيلها وإدارتها وإعادة هيكلتها.
*. تحديد الخطوات التنفيذية والآليات الواضحة لتوجيه مؤسسة الأوقاف نحو المستوى المرغوب فيه.
*. معالجة ثغرات الأداء الحالي لمؤسسات الأوقاف ، والوصول إلى الأداء الأمثل المنشود.
*. تنظيم جهود مؤسسات الأوقاف وتوزيع المسئوليات عن تنفيذها.
*. تطوير طرق استثمار الموارد الوقفية لتحقيق أفضل النتائج المستهدفة.
*. الارتقاء بمستوى الأداء في المؤسسة الوقفية.
محاور المؤتمر:
المحور الأول: إستراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي تنظيماً وتشريعاً:
*. تقويم اتجاهات أنظمة الوقف في الأقطار الإسلامية بمعيار المشروعية الإسلامية.
*. أثر التقنين الحديث للوقف على إخراجه عن مساره الشرعي.
*. الضوابط التنظيمية لمنع استخدام ريع الوقف في تمويل الأعمال الإرهابية.
*. معوقات النهوض بالوقف في ظل أنظمة الوقف النافذة في الأقطار الإسلامية.
*. مرئيات الفقهاء بشأن المبادئ التنظيمية التي يجب تضمينها في أنظمة الوقف.
*. المرئيات التنظيمية التي يجب تضمينها في أنظمة الوقف.
*. آليات تطوير الوقف تنظيمياً.
*. معالجة الثغرات التنظيمية المعوقة للدور المنشود للوقف.
المحور الثاني: إستراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي إدارياً:
*. مظاهر ضعف أداء الأوقاف المدارة من جانب الدولة وكيفية معالجتها.
*. معايير الجودة المطلوبة في إدارة الأوقاف.
*. الرؤى التطويرية لإدارة الأوقاف.
*. الوسائل الرقابية الإدارية والمحاسبية الفعالة والمتوازنة لمؤسسة الوقف.
*. تعزيز رقابة القضاء على إدارة الأوقاف وأثره في النهوض بالوقف.
*. رؤى الفقهاء لمعالجة مشكلات الإدارة في المؤسسة الوقفية.
*. سبل الارتقاء بمستوى الأداء في إدارات الوقف و آليات النهوض الإداري بالوقف.
*. إدارة الوقف في العهد النبوي والخلافة الراشدة أنموذجا للإدارة الواعية .
*. رؤى مقترحة لتطوير إدارة المرأة للوقف .
المحور الثالث: إستراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي استثمارياً:
*. الاستثمار الوقفي بين استثمارات الأعيان والأصول واستثمارات الريع.
*. الصيغ الاستثمارية الأكثر ربحية للأصول الوقفية.
*. استثمارات ريع الوقف بين توظيف الأموال والاستثمار الحقيقي.
*. المجالات الحيوية للاستثمارات الوقفية.
*. دور اللجان الشرعية في ضبط الاستثمارات الوقفية.
*. دور الجامعات في النهوض بالوقف الإسلامي.
*. أهداف ورؤية الوقف في مجال المياه و آليات النهوض بالاستثمار الوقفي في مجال المياه.
*. الوقف على المياه بين الضرورات التاريخية والاحتياجات العصرية.
*. أوقاف العين العزيزية بين ماضيها وحاضرها.
*. أوقاف العين الزرقاء بين الماضي والحاضر.
*. تسبيل العين العزيزية وأهميته في سقيا حجاج بيت الله الحرام.
*. الإدارة المؤسسية لاستثمارات العين العزيزية أنموذجاًَ.
*. سقيا ضيوف المسجد الحرام والمسجد النبوي بين عين زبيدة والعين العزيزية والعين الزرقاء.
المحور الرابع: التوعية بالأوقاف وإشاعة ثقافتها في المجتمع:
*. الصورة الذهنية السلبية عن الوقف في المجتمعات الإسلامية (مظاهرها،أسبابها،و علاجها).
*. المضامين الشرعية والاجتماعية المؤثرة في رؤية الجمهور عن الوقف والتي يجب توعيته بها لتغيير الصورة السلبية عنه في المجتمع.
*. استراتيجية تغيير الصورة النمطية السلبية عن الأوقاف من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية،وكذا من خلال المناهج الدراسية في المدارس والجامعات (المناهج الشرعية – الثقافة الإسلامية-الأنشطة اللاصفية ... إلخ)، ومن خلال المساجد ( خطب الجمعة-المحاضرات-الندوات) ومن خلال ( التجارب الوقفية الناجحة(.
وتحدث وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بمناسبة انعقاد مؤتمر الأوقاف الرابع بالجامعة الإسلامية: الحمد لله الذي أنعم على عباده بنعم جسيمة وآلاء عظيمة وأفضال لا تحصى، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وحثّنا وأمرنا أن ننفق مما جعلنا مستخلفين فيه فقال جل شأنه: (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه)، وقال سبحانه: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه ودعا بدعوته إلى يوم الدين، الذي اختاره الله ليكون أسوة حسنة وقدوة طيبة للناس جميعاً في كل زمان ومكان، وبعثه ليتمم مكارم الأخلاق كلها من أجل إصلاح أحوال الناس، فدلّنا وأرشدنا إلى كل ما يحقق ذلك ويكفل تآزر جميع أفراد المجتمع وتعاونهم على البر والتقوى.
ومن جماع تلك السجايا الطبية التي أرشدنا إليها والأخلاق النبيلة التي تُشيع ذلك في المجتمع ما دلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحرص على الوقف والإنفاق في سبيل الله، والتجارة الرابحة مع الله عز وجل من خلال هذا الباب العظيم، باب الوقف على الفقراء والمساكين والأرامل واليتامى وعلى كل ما يحتاجه المجتمع ويسد عوزه في مجالات البر والخير والتكافل، فقال عليه الصلاة والسلام: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
وتحقيقاً لتلك المقاصد الشرعية النبيلة عُني الإسلام بهذا الجانب عناية كبيرة إلى درجة لم تصل إلى غايتها ومقاصدها أرقى الحضارات العالمية في مجال العلاقات الإنسانية، فكان من نعم الله الجليلة على عبادة ورحمته بهم أن شرع لهم من الدين ما يصلح به أحوالهم ويؤلف بين قلوبهم ويحقق تماسكهم وترابطهم ويقربهم إلى الله زلفى، ومن ذلك ما يتعلق بتشريع الوقف الذي يُعدّ من آكد سنن الإنفاق في سبيل الله وأدومها نفعاً وأبقاها أثراً وأعظمها أجراً وأعمها فائدة، والذي سارع المسلمون منذ عهد النبوة المباركة وما تلاه من القرون الأولى الفاضلة إلى تطبيقه وإشاعته بينهم حتى أصبح سمة جلية من سمات الدولة الإسلامية عبر تلك القرون، ودعامة رئيسية من دعائم بنيانهم وقيام نهضتها وتماسك أركانها وتكافل أبنائها، وصورة عظيمة من أعظم صور التراحم والتلاحم بين بني البشر، ولاغرو في ذلك فهو تشريع رباني عظيم من لدن حكيم خبير، عضده تطبيق عمليّ جليل ممن أرسله الله رحمة للعالمين ومن صحابته الأكرمين.
والمملكة العربية السعودية باعتبارها مهبط الوحي وقبلة المسلمين في كل مكان وموئل الحرمين الشريفين ومنطلق الرسالة الخاتمة وقدوة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها عنيت بالأوقاف وشؤونها أيّما عناية منذ توحيدها وتأسيسها على يد القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، فأولتها جل عنايتها وكريم رعايتها فاهتمّت بأمورها ورعت شؤونها وهيئت لها من الوسائل والأسباب المادية والمعنوية ما يكفل نجاحها وإشاعتها بين الناس والمحافظة على أصولها واستثمار أعيانها وصرف غلاتها في مصارفها الشرعية وفقاً لشروط الواقفين، واستمرّ هذا النهج القويم من الرعاية والعناية منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا فلم تدّخر وسعاً أو جهداً أو مالاً في سبيل تحقيق ذلك، وسَعت باتخاذ كل ما من شأنه تطوير الأوقاف والارتقاء بشؤونها وأمورها في جميع جوانبها الإدارية والعلمية والعملية، ويأتي في سياق تلك العناية والرعاية والاهتمام ما نحن بصدده الآن من انعقاد المؤتمر الرابع للأوقاف الذي يُعقد في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالتنسيق مع هذه الوزارة، لدعم وترسيخ تلك الرعاية والعناية عمليًّا وبخاصة في الجوانب العلمية المتعلقة بالأوقاف والتي حرصت هذه الوزارة بالتنسيق مع الجامعة الإسلامية وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يحفظه الله على تنفيذها في إطار منظومة علمية مُمنهجة ودقيقة لعقد مجموعة من الندوات والمؤتمرات التي تعني بشؤون الأوقاف، انتظم في عقدها كل من المؤتمر الأولى والثاني والثالث للأوقاف، وسبقها وواكبها مجموعة من الندوات الوقفية المتميزة والتي حرص المنظمون لها على أن تعالج كل ندوة من تلك الندوات جانباً مهماً ورئيساً من جوانب الأوقاف، ومن تلك الندوات : ندوة المكتبات الوقفية، وندوة مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية، وندوة الوقف في الشريعة الإسلامية ومجالاته، وندوة الوقف والقضاء، والتي أسهمت كلها في إثراء الحركة العلمية في المملكة وفي العالم الإسلامي بالبحوث العلمية المحكمة المتميزة عن الوقف ومعالجة مشكلاته وقضاياه المعاصرة ووضع الحلول العملية والعلمية والشرعية لها ولا أدل على ذلك من معالجة هذا المؤتمر الرابع للأوقاف الذي دُعي إليه نخبة من العلماء والباحثين والمهتمين بشؤون الأوقاف في العالم الإسلامي لحضور فعالياته في رحاب المدينة المنورة منطلق الدعوة الإسلامية إلى جميع أنحاء العالم لقضايا الأوقاف ودراسة مشكلاته المعاصرة من خلال محاوره وموضوعاته التي وضعت بدقة شديدة وعناية كبيرة لتلامس الواقع العملي المعاصر لشؤون الأوقاف ومعالجة قضاياه معالجة علمية دقيقة ووضع حلول عملية قابلة للتطبيق على أرض الواقع، حيث انتظم في إطار فعاليات هذا المؤتمر وجلساته العلمية أربعة محاور رئيسة خصص المحور الأول منها لبحث (إستراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي تنظيماً وتشريعاً) ويدور المحور الثاني حول(إستراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي إداريًّا) ويبحث المحور الثاني (إستراتيجية النهوض بالوقف الإسلامي استثماريًّا) أما المحور الرابع والأخير فقد خصص لمعالجة جوانب (التوعوية بالأوقاف وإشاعة ثقافتها في المجتمع)، وينتظم تحت كل محور من تلك المحاور عدة موضوعات متميزة سوف تسهم بإذن الله في نهوض المؤسسات الاجتماعية بأعمالها وتحقيق نهضة الأمة وقيام حضارتها الإسلامية على أسس قوية ذات مصادر تمويلية مستدامة. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان والاعتزاز والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله وإلى وليّ العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله وإلى جميع القائمين على هذه الدولة الجليلة على كريم عنايتهم وعظيم رعايتهم وجهودكم الجليلة التي يولونها للشأن الإسلاميّ بصفة عامة وإلى شؤون الأوقاف بصفة خاصة من عناية مادية كبيرة ورعاية معنوية لا تنقطع داعياً المولى جل شأنه أن يجعل تلك الأعمال في موازين حسناتهم وأن يجزيهم عنها خير الجزاء.
كما لا يفوتني في نهاية كلمتي هذه أن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع العاملين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والقائمين عليها وعلى رأسهم معالي الأخ الكريم الدكتور/ محمد بن علي العقلا مدير الجامعة على رعايتهم الكريمة واحتضانهم لفعاليات هذا المؤتمر وما سبقه من مؤتمرات أخرى وأن يجزيهم عن ذلك خير الجزاء وأن يبارك في تلك الجهود ويجعلها في موازين حسناتهم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وقال معالي مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا حول: مؤتمر الأوقاف الرابع: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإنّ الوقف من أعظم ملامح الحضارة الإسلامية، وأكثرها إبرازاً لجمال الدين الإسلامي وشموله لمصالح الدنيا والآخرة، وحرصه على عمارة الأرض ونفع من عليها من إنسان أو حيوان أو جماد، وهو باب فريد من أبواب البرّ في الإسلام، لا يكاد يوجد في أي حضارة أو شريعة سابقة.
ويُظهر التاريخ الإسلامي المجيد عناية الإسلام بالوقف ونظامه، واهتمام فقهاء المسلمين وولاتهم بهذه الخاصية الإسلامية، وحرصهم على وضع القواعد والأسس المنظمة لبقاء الوقف واستمراره، والتشجيع على ظهور الأوقاف الجديدة في المجالات كافة.
ولقد مرّت الأوقاف - كغيرها من صور الأعمال الخيرية- بفترات نعمت فيها بالازدهار والنموّ، ووصلت إلى أرقى ما عرفته البشرية من الحسّ الإنساني الذي شمل نفعه الإنسان وغيره، وعمّ خيره المسلمين وغيرهم، وأفادت منه الحضارة الإسلامية في شتى مجالاتها، وخاصة في المجال العلمي والثقافي اللذَيْن ظل الوقف الداعم الوحيد لهما –بعد عناية الله تعالى- لقرون طويلة.
ولم تزل الأوقاف محلّ عناية المسلمين وإن تعرضت في فترات مختلفة لأنواع من الركود والفتور، أو تأثرت بمؤثرات عديدة، أدت إلى ضعف ثقافة الوقف في المجتمع الإسلامي، أو تعطّل بعض الأوقاف أو اختفائها نتيجة قصور في إدارتها واستثمارها وتنميتها.
ولذا كان لا بدّ من قيام الباحثين والعلماء والمختصين بدراسة وضع الوقف وتحليل أسباب القصور، واقتراح السبل المعينة على معالجته والنهوض بالوقف.ومن هنا جاء دور الجامعة الإسلامية بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تنظيم المؤتمر الرابع للأوقاف، ضمن فعاليات الاحتفال بالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 1434ه-2013م، تحت عنوان: "نحو إستراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي".والجامعة تواصل تنظيم هذا المؤتمر في دورته الرابعة، وتسعى من خلاله إلى إعداد خطة عملية لمستقبل المؤسسة الوقفية وتحديد اتجاهاتها، وتطوير منظومة تشغيلها وإدارتها وإعادة هيكلتها، كما يهدف إلى تحديد الخطوات التنفيذية والآليات الواضحة لتوجيه مؤسسة الأوقاف نحو المستوى المرغوب فيه.وبهذه المناسبة أشكر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومعالي وزيرها الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على ما قدموه للجامعة من دعم وتعاون في تنظيم هذه المؤتمر، كما أشكر جميع اللجان العاملة في إعداد المؤتمر وإنجاحه، وأسأل الله تعالى أن يُوفق الباحثين والباحثات المشاركين في أعمال هذا المؤتمر، وأن يُعينهم على تقديم المأمول، وتحقيق أهداف هذا المؤتمر.
وأرفع الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –يحفظه الله- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، على ما تحظى به الجامعة من دعم ومساندة من قبل القيادة الرشيدة، في كافة مناشطها.
كما أشكر صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة على عنايته بالجامعة ومتابعته لشؤونها.
وأدعو الله تعالى أن يحفظ على بلادنا ما أسبغ عليها من نعمة الأمن والإيمان، وأن يُديم عليها الرخاء والاستقرار، إنه سميع مجيب الدعاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.