مما لا شك فيه أن تغيير محل السكن يترك أثراً سيئاً في النفس بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء في بعض الأحيان، ولكن هذا الأثر يكون أكبر وأكثر وضوحاً عند النساء خاصة الفتيات صغار السن، حيث الصعوبة التي تواجههن في البداية من زاوية التعود على زميلات جدد ومدرسة جديدة، ومثل هذا التغيير المفاجئ في كل شيء، والابتعاد عن الأماكن المألوفة والأشخاص اللاتي تعودن على رؤيتهم يومياً أمر قاس. ويجب ألا تسمحي لبُعد المسافات بالتفريق بينك وبين أعز صديقاتك، وأن تبذلي قصارى جهدك للحفاظ على التواصل معهن، ولو من حين إلى آخر, وراسليهن نصياً عبر الجوال أو من خلال معايدات البريد الإلكتروني في المناسبات الخاصة التي تعرفينها. ويمكن كذلك الاتفاق على اللقاء من خلال محادثات الفيديو، وهي الخاصية التي قربت البعيد، وألغت المسافات، بمساعدة كاميرات الويب وبرامج التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، لكن لا تقضي وقت فراغك بالكامل في الماضي، واكتشفي عالمك الجديد، والبحث عن صداقات جديدة في بيئتك الحالية. وينصح أيضاً بقضاء أسبوعك الأول في منطقتك الجديدة في محاولة لاستطلاع المكان والتعرف على الأشخاص الموجودين به، هل يتحدثون بلهجتك أم لغة مختلفة؟ هل يرتدي الرفاق من نفس سنك ملابس بطرز مختلفة عما اعتدت عليه في المكان الذي كنت تعيشين فيه سابقاً؟ أما إذا كنت في دولة أخرى جديدة، فأهم ما يجب عليك عمله هو البدء في تلقي دروس لتعلم لغتها حتى يمكنك التحاور والتواصل مع أهلها، والتعرف على التراث الموسيقي والثقافي الخاص بأهلها والأكلات التي تشتهر بها حتى يمكنك الاندماج بشكل أفضل مع رفيقاتك الجدد، ومراقبة سلوكياتهن وردود أفعالهن لفترة في البداية حتى يمكنك اتباع أفضل الطرق في التعامل معهن بشكل ودي محترم. كما يجب عليك أن تغيري من عاداتك السابقة، فإذا كنت سابقاً تكرسين وقتك كله للدراسة فقط، وتقضين وقت فراغك بالكامل في المنزل أمام شاشة الكمبيوتر في كسل وخمول، فأمامك الآن فرصة للبدء من جديد, وعليك بممارسة مختلف أنواع الأنشطة المدرسية: ثقافية كانت، أو فنية، أو رياضية، بما يتماشى مع ميولك وهواياتك, واحرصي أيضاً على المشي والتجول في منطقتك الجديدة لمدة ساعة كل يوم صباحاً بصحبة والدتك، أو ابنة جيرانكم الجدد، وقد تكون فرصة لكسب صديقة جديدة. وستلاحظين بالتأكيد في مدرستك الجديدة، أن هناك مجموعة بعينها من الزملاء تجمع فيما بينهم صداقة وطيدة، وتشتهر في المكان كله لسبب ما، إما لتفوق أعضائها أو على العكس فشلهم الجماعي، أو لكونهم مشاغبين، أو لأنهم جميعاً أعضاء في فريق مدرسي واحد. وعليك توخي الحذر والدقة عند الانضمام لمثل هذه المجموعات من الأصدقاء نظراً لكونهن محط أنظار الآخرين، واختاري بنفسك لنفسك وبعناية شديدة صديقة - أو أكثر- تشترك معك في نفس الاهتمامات والميول، وتمتاز بالجدية في الدراسة والرغبة في النجاح.