مع أيام الدراسة والعودة إلى المدارس نلاحظ الكثير من علامات التخوف والاكتئاب على وجه كثير من الطالبات، وقد يصل الأمر بهن إلى عدم الرغبة في الحديث عن المدرسة أو الاستماع إلى أي شخص يتحدث عنها، وهذا بالطبع نابع من عدم الارتباط بها، وعدم الرغبة في العودة إلى المذاكرة والتكليفات المنزلية خاصة بعد قضاء فترة طويلة بعيداً عن أجواء الدراسة خلال فصل الصيف. ولكن هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن أن تعمل على تحفيز حبنا إلى المدرسة، ونشتاق للعودة إليها، وإذا قمتِ بفعلها ستعرفين جيداً أنه ليس شرطاً كذلك أن تكوني من أمهر الطالبات في مدرستك، كي تحبيها وتُقبلي على الذهاب إليها كل يوم دون تذمر، واعلمي أنه منذ البداية أمامك فرصة لكي تتعرفي أكثر على معلمتك الجديدة وعلى بعض المعلومات التي تدلكِ على شخصياتهم، فقد تكتشفين مثلاً أنها تشترك معكِ في هواية ما، كالرسم أو عزف الموسيقى، وبالتالي يبدأ التواصل بينكما وتمتد حبال الود، وتكف هي عن مضايقتك في الفصل أو تكليفكِ بواجبات صعبة الحل كعقاب لكِ إذا حدث واختلفتِ معها في الرأي، وهنا ستتحول مادة هذه المعلمة إلى وقت تستمتعين فيه وتستفيدين منه لأنها أصبحت صديقة لكِ. ومن ناحية أخرى إذا كنت تكرهين مادة معينة ولا تستطيعين مذاكرتها ولا تحققي بها أي إنجازات وذلك يجعلك تحرصين على عدم حضور حصة هذه المادة حتى لا يتم وضعك في موقف محرج مما يجعلك لا ترغبين في الذهاب إلى المدرسة مطلقاً، ففي هذه الحالة يجب عليك أن تتوقفي عن الهروب من المشكلة وابحثي لها عن حل حاسم، فيمكنك التحدث إلى مدرس الفصل وإخباره بمشكلتكِ واطلبي منه المزيد من الاهتمام بإعادة شرح بعض الدروس الصعبة لكِ كلما سمح وقته بذلك أو يمكنك أن تطلبي مساعدة إحدى الزميلات النابغات، ويمكنك أيضاً وضع نفسك في تحدٍ وصممي على تحسين مستواكِ في هذه المادة ولا تتراجعي حتى يتحقق لكِ ما تريدين وهذا كله من شأنه أن يجعلك تحرصين على حضور جميع الحصص الخاصة بالمادة لتنمية فهمك واستيعابك للمادة. وفى أحيانٍ كثيرة تكره الفتاة المدرسة بسبب كثرة المذاكرة والواجبات التي تقوم بها في المنزل مما يجعل المدرسة بالنسبة لها ليس إلا عمل شاق، ولذلك يمكن محاولة وضع بعض عوامل الجذب التي تعمل على المذاكرة بشكل جيد وبراحة نفسية ومن ضمن هذه العوامل تزيين المكتب الذي تذاكرين عليه بديكورات بسيطة ملونة، وضعي إلى جانب الكتب والكراسات إناء زهور صغير كما يمكن أيضاً ان تجتهدي في اختيار أدواتكِ المدرسية بحيث تحمل صوراً جذابة وتصميمات غير مألوفة بألوان تعشقها الفتيات. كما يمكن أيضاً أن تشتركي في الأنشطة المدرسية المختلفة التي من شأنها أن تجعلك تقبلين على الذهاب إلى المدرسة كما يجعلك نشيطة دائماً وتحرصين على الاستيقاظ مبكراً في الصباح لكي تعاودي الذهاب لممارسة نشاطك الذي تعشقينه وتتفوقي فيه أيضاً؛ حتى تشعري بمدى تميزك وتفوقك. وفى النهاية يمكنك أيضاً أن تتخذي رفيقة لكِ وتجعليها مقربة منك إلى درجة كبيرة وتحكي لها أسرارك وتجعليها حافزاً لكِ للذهاب إلى المدرسة التي تشعرين بأنها مملة، وحينها تصبح مصدر رفاهية بالنسبة لك، لأنها المكان الذي يجمع بينك وبين صديقتك المقربة.