مرض الربو عند الأطفال له أعراض كثيرة قد تعوق أنشطتهم العادية، مثل: اللعب والدراسة وحتى النوم. ومن أكثرها شيوعاً السعال وصوت "أزيز" أو حشرجة عند الكحة، وضيق في الصدر. بالإضافة إلى الحرمان من النوم بسبب صعوبة التنفس، وتزيد نوبات السعال الوضع سوءً عند الإصابة بالرشح العادي أو الزكام، أو التأخر في الشفاء من التهاب "الشعيبات الهوائية"، والشعور بالإعياء الشديد، عند الجري، أو إجراء مجموعة من التمارين الرياضية. وأشارت دراسة حديثة أجريت في عشر مدن أوروبية إلى أن التلوث الناجم عن السيارات قد يكون مسؤولاً عن 14% من حالات الربو المزمن عند الأطفال، وبالتالي تعادل آثاره النتائج المدمرة للتدخين السلبي وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية يذكر أن هذه الدراسة منشورة من قِبل مجلة "يوروبيين ريسبيراتوري جورنال"، التي قارنت بين وضع الأطفال الذين يقطنون في محيط منطقة ملوثة جداً (أكثر من 10 آلاف سيارة في اليوم الواحد)، وهؤلاء الذين يعيشون في منطقة أبعد أقل تلوثاً. وتبين من النتائج أن التلوث الناجم عن السيارات عامل رئيس في إصابة 33200 شخص بالربو (أي 14% من إجمالي الحالات عند الأطفال) ... بمعنى آخر فإن هذه الإصابات ما كانت لتحصل لولا تواجد الأفراد في هذه المناطق. وشملت الدراسة خمسة مدن أسبانية هي: برشلونة وبيلباو وغرناطة وإشبيلية وبلنسية، بالإضافة إلى بروكسل وروما وستوكهولم وفيينا وليوبلينا (سلوفينيا), حيث يعيش ثلث سكان المدن العشر على بُعد 75 متراً فقط من مناطق التلوث، وأكثر من نصفهم على بعد 150 متراً. وسجلت النسبة الأكثر ارتفاعاً من حالات الربو المرتبطة بالتلوث في برشلونة (23%)، ثم في بلنسية (19%)، في حين تدنت هذه النسبة إلى 7% في غرناطة وستوكهولم. وعلى جانب آخر، أظهرت نتائج دراسات أخرى أن تدخين الجدّات يؤدي أيضاً إلى إصابة أحفادهن بالربو، حتى وإن كانت الأم نفسها غير مدخّنة, حسبما توصل إليه الباحثون في معهد "لوس أنجلوس لأبحاث الطب الحيوي بالولايات المتحدة". وأظهرت النتائج أيضاً أن المواد الكيميائية والعوامل البيئية التي نتعرّض لها يومياً يمكن أن تؤثر على صحّة أجيال قادمة, وأن الجرذان الحوامل التي أعطيت النيكوتين أنجبت مواليد مصابة بالربو. وعندما نمت الجرذان المصابة، أنجبت أيضاً مواليد مصابة بالربو, وقال العلماء إن النيكوتين يمكن أن يترك "بصمة" على الجينوم، بما يزيد احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. وعلاج "الربو" يتمثل في شقين هما: الوقاية، أو محاولة تجنب الأزمة، ثم مكافحة الأزمة الحادة عند حدوثها. فالأدوية الخاصة بالوقاية تقلل من الالتهاب في الشعب التنفسية عند الأطفال، أما أدوية الإنقاذ أو العلاج الفوري، فهي تعمل على فتح الشعب الهوائية بسرعة، حتى يتمكن المريض من التنفس, ومن الممكن الاعتماد على أدوية مضادة للحساسية، ويختلف العلاج من طفل إلى آخر، حسب حالته الصحية وفئته العمرية. وهناك أدوية تسمى "أدوية العلاج على المدى الطويل"، وهي أدوية يحتاجها الطفل المصاب ب "الربو" يومياً بجانب مستحضرات طبية أخرى تسمى "أدوية الإنقاذ"، وتستعمل عند الحاجة إلى التخفيف السريع من حدة الأزمة، أو قبل البدء في ممارسة التمارين الرياضية، إذا نصح الطبيب بذلك, بالإضافة إلى أدوية العلاج من "الربو"، الناتج عن مهيجات الحساسية، والتي ينصح بها الأطباء في حالات معينة.