في ضوء الحديث عن الحرب الاستخباراتية بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، أكد توفيق الطيراوي، مدير المخابرات الفلسطينية السابق أن الأطراف المتصارعة دائماً ما تعتمد على حرب الاستخبارات من أجل جمع المعلومات، لافتا إلى أن الحرب الاستخباراتية بدأت قبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين من خلال جماعات اليهود التي هاجرت إلى الأراضي الفلسطينية. وأشار إلى أن السبب الرئيس في هجرة عدد كبير من الفلسطينيين إلى أراضيهم يرجع إلى قيام المهاجرين اليهود بالاعتداء على الفلسطينيين وارتكاب الكثير من الجرائم الإرهابية بحقهم، لافتا إلى أن إسرائيل اعتمدت على العنصر البشري في العمل الاستخباراتي منذ قيامها حتى الآن. وأفاد بأن إسرائيل تسعى إلى الاستفادة من الوسائل التكنولوجية في القيام بالعمليات الاستخبارتية دون استغناء عن العنصر البشري، لافتاً إلى أن إسرائيل تقوم بممارسة مجموعة من الضغوط على الفلسطينيين حتى يتعاونوا معها استخباراتيا. وأضاف أن الأجهزة الاستخباراتية والمعلوماتية الفلسطينية لعبت دوراً مهماً في مواجهة العمل الاستخباري بفلسطين، وكبدتها خسائر فادحة، لافتاً إلى أن المخابرات الفلسطينية قامت بشن حرب على عملائها بفلسطين. وأوضح في لقاء مع برنامج حوار الليلة على قناة Sky News العربية، أن المخابرات الفلسطينية تقوم بمحاكمة العملاء الذين يتم إلقاء القبض عليهم من قبل المخابرات الوطنية وإخضاعهم للمحاكمة العادلة، كما أنه يتم استقبال كل من يسلم نفسه وإخضاعه للتحقيق والمساءلة. وأكد عماد جاد، خبير الشئون الإسرائيلية بالأهرام، أن أجهزة الاستخبارات تعمل بشراسة و قوة بين الدول المتصارعة كما تعمل أيضاً بين القوى المتعاونة، وهو ما يبرز في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، حيث تقوم إسرائيل بعمليات تجسس على الولاياتالمتحدة على الرغم من العلاقات القوية بينهما. وأشار إلى أن الصراع العربي الإسرائيلي كان حاداً منذ أكثر من 20 سنة وكانت أجهزة الاستخبارات أكثر حدة، وعلى الرغم من هدوء الصراع إلا أن العمليات الاستخباراتية مازالت متواجدة بقوة بين العرب وإسرائيل حتى الآن. وأفاد بأن إسرائيل تسعى إلى الاهتمام بقوة على العامل البشرى في القيام بالعمليات الاستخباراتية على الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي خاصة وأن إسرائيل لديها في الضفة الغربية و قطاع غزة الكثير من العملاء و الجواسيس وأضاف أن إسرائيل لديها خريطة كاملة عن تحركات الكثير من القيادات الفلسطينية بالأراضي العربية المحتلة، وهو ما يتضح في سهولة قيام القوات الإسرائيلية باستهداف الكثير من الشخصيات الفلسطينية كما حدث مع الشيخ أحمد ياسين. وأوضح أن أجهزة الاستخبارات على مستوى العالم تقوم بجمع المعلومات عن الأطراف الصديقة والعدوة بحيث يتم استخدام المعلومات في دعم القرارات التي يتم استخدامها على مستوى العلاقات الدولية متعددة الأطراف. وأكد أن تجنيد السياسيين لا يتم في كافة الأوضاع ولكنه يتم من قبل دول عظمى تجاه الدول الصغرى التي تتلقى منها المساعدات، و لكن على مستوى الدول المتكافئة والمتساوية يتم تجنيد المجموعات والفصائل الصغيرة كما هو الأمر في فلسطين.