"دمشق الصغيرة" هذا ما يطلقه المصريون على المنطقة المحيطة بمسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر، الواقعة على بعد 30 كم مِن قلب العاصمة، وفي أحد الأكشاك الصغيرة للمأكولات السريعة -والذي يحمل اسم: "روح دمشق"- يتذوَّق المرء نفس الطعم الخاص بالمأكولات السورية التي تُباع في حواري العاصمة دمشق؛ فالطُّهاة ومُقدِّمو الطعام، وجميع رواد المطعم -تقريبًا- كلهم سوريون، وهو ما يبدو واضحًا مِن لهجتِهم، ومِن خلال ملابس النساء، وطريقة لفّ غطاء رؤوسهنَّ، فالغالبية العظمى من السوريين الذين لجئوا إلى مصر من بداية الثورة السورية قبل قرابة العامين قد اختاروا مدينة السادس من أكتوبر للسكنَى والإقامة؛ ففي تلك المدينةالجديدة تتوفَّر العديد من المساكن الشاغرة، كما أن الإيجارات الشهرية مُناسِبة، وجميع الخدمات متوفرة، بالإضافة إلى أن غالبية منظمات الإغاثة المعنيَّة بمساعدة اللاجئين السوريين قد جاءت هي الأخرى إلى السادس من أكتوبر، وقبل أسابيع قليلة فتح مركز "التضامن" مقرًّا له في إحدى البِنايات الموجودة بالمنطقة، ومِن المُفترَض أن يكون المركز مقرًّا للتلاقي والتعرف على المفقودين، وجمع شمل الأسر السورية، والمُحافَظة على النسيج الاجتماعي للسوريِّين في المنفى. ومصر هي واحدة مِن الدول القليلة في المنطقة التي لم تطلب مِن اللاجئين السوريين العيش في مخيمات إيواء، وصارت القاهرة واحدة من أكبر مدن العالم احتضانًا للاجئين المدنيِّين، كما أنّ السوريين لا يحتاجون تأشيرة دخول مسبقة للدخول إلى الأراضي المصرية، وقد أعلن الرئيس المصري محمد مرسي منذ شهور أن أي لاجئ سوري مسجل لدى الأممالمتحدة، يمكنه إلحاق أولاده بالمدارس المصرية، وأن يتلقى هو وأسرته رعاية طبية مجانية في المستشفيات الحكومية المصرية. وبالرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر في الوقت الراهن، إلا أنّ السوريِّين يُشيدون بكرم المصريين وحسن استقبالهم، وتقديم المساعدة لهم، حيث يقول أحد المواطنين المصريين الذين يزورون مركز التضامن: "إنّهم إخوتنا، ولا بد أن نقف إلى جوارهم، وقد كنّا يومًا من الأيام دولة واحدة -مصر وسوريا الجمهورية العربية المتحدة ولعلَّ هذا هو السبب الرئيس لاختيار السوريين لبلاد النيل كملاذ وملجأ له". (الصفحة الرسمية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)