أكد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس وفد المملكة في الاجتماع الوزاري لأصدقاء اليمن في لندن الدكتور نزار بن عبيد مدني حرص المملكة العربية السعودية الدائم على الوقوف بكل إمكاناتها مع الشعب اليمني الشقيق، وذلك انطلاقًا من الروابط التاريخية الوثيقة التي تربط شعبي البلدين، وإدراكًا من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بضرورة دعم الشعب اليمني لتحقيق الاستقرار والأمن والرفاه. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معاليه أمام الاجتماع الوزاري الذي افتتح في لندن أمس برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، والجمهورية اليمنية.ونقل معاليه في مستهل كلمته أمام الاجتماع تحيات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وتمنياته الصادقة بنجاح الاجتماع الذي يأتي امتدادا لاجتماعات أصدقاء اليمن السابقة.وعبر معاليه عن شكره لمعالي وزير الخارجية البريطاني لاستضافة هذا الاجتماع الوزاري المهم. وتابع معالي الدكتور نزار بن عبيد مدني يقول : "أؤكد هنا مرة أخرى للأشقاء في اليمن وقوفنا جميعا معهم ومؤازرتنا لهم لاستكمال مسيرتهم ، وتنفيذ مراحل المبادرة الخليجية المرتبطة بالعملية السياسية ، واستكمال آليات إعادة الإعمار ومشاريع الإغاثة العاجلة وإنعاش الاقتصاد". وأضاف معاليه : "لا يفوتني في هذه المناسبة أن أشيد بما أنجزته الجمهورية اليمنية من خطوات جادة نحو استعادة الأمن والاستقرار وإزالة عوامل التوتر في إطار العملية السياسية للمبادرة الخليجية وآلية تنفيذها ، وأؤكد دعوة المملكة لجميع الأشقاء في اليمن ومن جميع الأطراف اليمنية ، للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، الذي سيعقد في 18 مارس 2013م وفقا للمبادرة الخليجية في مرحلتها الثانية ، فالحوار هو الأساس الذي يتطلع له أبناء اليمن للاتفاق على المستقبل ، الذي يحقق آمال أبنائه في بدء مرحلة جديدة من تاريخ بلادهم العريقة ، تقوم على الاستقرار والوحدة والعدل والمساواة وتحقق طموحاتهم في التنمية والرفاه والازدهار". وأكد معاليه أنه لا يخفى على الجميع أن اليمن يواجه تحديات تمس أمنه ووحدته واستقراره ، من خلال تهديدات التطرف والإرهاب و التدخل في شئونه الداخلية وبث الفرقة والخلافات بين أبنائه ، الأمر الذي يستدعي دعم المجتمع الدولي ووقوفه إلى جانب اليمن في مواجهة هذه المخاطر". وقال معالي الدكتور مدني : "واليمن رغم هذه العراقيل يحمل آمالا كبيرة بغدٍ مشرق ، معتمدًا على سواعد أبنائه وما لهم من تاريخ وإرث حضاري أصيل، ومتطلعًا إلى دعم أصدقائه ومؤازرتهم في هذه الحقبة من تاريخه التي يقف فيها على مفترق الطرق".وأضاف :"لقد حرصت المملكة دائما على الوقوف بكل إمكاناتها مع الشعب اليمني الشقيق ، وذلك انطلاقا من الروابط التاريخية الوثيقة التي تربط شعبي البلدين ، وإدراكًا من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بضرورة دعم الشعب اليمني لتحقيق الاستقرار والأمن والرفاه ، وهو أمر بلا شك وثيق الارتباط بتحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي .وتابع بقوله : " لقد سعت المملكة جاهدة إلى مساعدة اليمن حيث تجاوزت مساعدات المملكة لليمن في الخمسة أعوام الماضية الثلاثة مليارات دولار أمريكي ، كما أعلنت المملكة في اجتماعي الرياض (مايو وسبتمبر 2012م)، عن تقديم تعهدات جديدة بلغت إجماليها 3,25 مليار دولار أمريكي ، منها مليار دولار كوديعة في البنك المركزي اليمني لدعم استقرار العملة اليمنية ، بالإضافة إلى تخصيص مبلغ مليار وسبعمائة وخمسين مليون دولار لتمويل مشاريع إنمائية واقتصادية وصحية وأكاديمية ،ومساعدات إنسانية، بالإضافة لخمسمائة مليون دولار أمريكي لتمويل وضمان صادرات سعودية ، كما ساهم الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ مائة مليون دولار أمريكي لدعم قطاع الكهرباء ، وحزمة من المعونات لتمويل مشاريع تنموية ، وتجاوزت نسبة ما خصصته المملكة 93 % (ثلاثة وتسعون) من إجمالي ماتعهدت به تجاه اليمن".وأكد معاليه أهمية التعجيل في تخصيص ما سبق أن تعهد به المجتمع الدولي من التزامات لليمن في الاجتماعات السابقة، التي يشكل الوفاء بها رافدًا كبيرًا للحكومة اليمنية يساعدها على تنفيذ خططها المتعلقة بإنجاح الحوار الوطني وتنظيم الانتخابات واستكمال المشاريع التنموية والإنسانية الملحة لشعبها . حيث بلغ إجمالي ما تعهد به المانحون لليمن مبلغا قدره سبعة مليارات وتسعمائة مليون دولار أمريكي. وأعرب معاليه في ختام كلمته عن شكره للجميع على ما ساهموا به لتحقيق أهداف هذا الاجتماع في تقديم الدعم اللازم للجمهورية اليمنية ، وإبداء مساندة المجتمع الدولي لشعبها في المرحلة الاستثنائية التي يمر بها ، داعياً الله أن تتكلل الجهود بالتوفيق والنجاح لما فيه خير ومصلحة الشعب اليمني الشقيق واستقرار بلاده ورفاهها. وكان معالي وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ افتتح الاجتماع بكلمة قال فيها : إن حوارات مجموعة أصدقاء اليمن، في نيويورك، في شهر سبتمبر من العام الماضي 2012م تركزت حول عقد مؤتمر للحوار الوطني في اليمن والإعداد للانتخابات اليمنية والتعهد بتقديم عون مالي لليمن مقداره 1.5 بليون دولار. وأضاف : إن اجتماع اليوم يركز على كيفية استخدام العون المالي على نحو يحسن حياة عامة المواطنين اليمنيين، مشيرًا إلى أن جمهورية اليمن تواجه حاليًا وضعية إنسانية خطيرة تتطلب مساعدة أكثر من 13 مليونًا من أهلها على تأمين حاجاتهم المعيشية الأساسية. بدوره، أشار وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي في كلمته إلى التقدم المحرز في تنفيذ المبادرة الخليجية والعملية السياسية، مؤكدًا أن اليمن قطع أشواطاً كبيرة في العملية السياسية منذ انعقاد الاجتماع الرابع للمجموعة في 27 سبتمبر 2012 في نيويورك.