قال الامير سعود الفيصل وزير الخارجية خلال افتتاح الاجتماع الوزاري الثالث لمجموعة أصدقاء اليمن في الرياض اليوم أن السعودية تعهدت بتقديم مساعدات قيمتها 3.25 مليار دولار لجارتها اليمن. وقال وزير الخارجية لممثلي دول غربية وخليجية ببداية الاجتماع ان السعودية تؤكد من جديد دعمها لليمن لمساندة كل مراحل المبادرة السياسية للمساعدة في ارساء الامن والاستقرار والرخاء في مواجهة مخاطر التطرف والارهاب. وقال وزير الخارجية : إن هذا المؤتمر الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن يأتي امتداداً للاجتماعين السابقين متمنياً لكم طيب الإقامة ومعرباً عن أملنا في أن يخرج اجتماعنا هذا بنتائج عملية , ملموسة تتواكب مع مستوى الصعوبات والمخاطر والتحديات التي يمر بها الشعب اليمني الشقيق , التي تحتم علينا جميعاً وقوفنا معه , ودعمنا لطموحاته وتطلعاته , ومؤزرتنا لاحتياجاته الإنسانية الملحة. وأضاف سموه : أود هنا أن أعبر عن صادق التعازي والمواساة للأخوة اليمنيين حكومة وشعباً لاستشهاد وإصابة عدد من رجال القوات المسلحة اليمنية في العملية الإرهابية التي ارتكبتها فئة مجرمة في ساحة السبعين في صنعاء يوم الاثنين الماضي , والتي لا يجب أن تزيدنا إلا إصراراً وعزماً على دعم اليمن , ومساعدته لمواجهة الإرهاب والتهديدات الأمنية . وتابع سموه يقول : في هذه المناسبة أجدد التهنئة للشعب اليمني الشقيق بنجاح عملية الانتخابات الرئاسية المنعقدة في شهر فبراير الماضي , والتي دشنت المرحلة الانتقالية وفقاً للمبادرة الخليجية , ولا شك فإن المشاركة الشعبية الواسعة في تلك الانتخابات كانت أكبر دليل على الدعم الكبير الذي تحظى به المبادرة الخليجية في أوساط الشعب اليمني , وتطلعه إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتقدم , وأؤكد هنا مرة أخرى للأشقاء في اليمن وقوفنا جميعاً معهم , ومؤازرتنا لهم لدعم استكمال مراحل المبادرة المرتبطة بالعملية السياسية , والمساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار , ومواجهة تهديدات التطرف والإرهاب ومحاولات التدخل في شئون اليمن الداخلية وبث الفرقة والخلافات بين أبنائه. وأردف سموه قائلاً : اليمن دولة ذات حضارة أصلية وتاريخ عريق وليست حالة تبعث على اليأس والإحباط , فالإنسان اليمني خلاق وملتزم بالمساهمة في بناء وطنه ويستحق كل المساعدة والدعم , ولهذا فإن أمن واستقرار وتنمية اليمن هي مسئولية دولية ومردودها على الأمن الدولي مبرر للالتزام الدولي في تلبية متطلبات التنمية في اليمن , وأود هنا أن أحث كافة الدول الصديقة لليمن على دعم وتمويل المشاريع والبرامج والخطط التنموية التي يقدمها اليمن . وتشارك دول الخليج والأردن ومصر والجزائر وماليزيا والصين وألمانيا وفرنسا والدنمرك والهند وأمريكا واليابان وتركيا واسبانيا والبرازيل وبريطانيا وروسيا وكوريا واستراليا وهولندا وايطاليا واندونيسيا والمنظمات الدولية الرئيسية وذلك في فندق الريتز كارلتون بالرياض. واستهل الاجتماع بكلمة رحب فيها بالوفود المشاركة في الاجتماع. وقال سمو الأمير سعود الفيصل : الجمهورية اليمنية تواجه في الوقت الراهن وضعاً اقتصادياً وإنسانياً وسياسياً وأمنياً صعباً ومعقداً يضعها في أزمة اقتصادية وإنسانية غير مسبوقة , فخلال العام 2011م زادت حدة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية نتيجة تداعيات الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة اليمنية , حيث أسهم ذلك في تراجع حاد للنشاط الاقتصادي وتوقف جزء كبير من البرنامج الاستثماري وكذلك تجميد المساعدات والمعونات من بعض المانحين , وبناء على ذلك قامت الحكومة اليمنية بإعداد برنامج مرحلي للاستقرار والتنمية للفترة 2012 2013م , كخطة تنموية قصيرة الأجل بهدف استعادة الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. وأضاف سموه : وحرصاً من المملكة على أمن واستقرار ونمو اليمن الشقيق فإنها ستقدم مبلغ ثلاثة مليارات ومائتين وخمسين مليون دولار أمريكي مساهمة منها في دعم المشاريع الإنمائية التي سيتم الاتفاق عليها من الجانب اليمني وفق الخطة الانتقالية المقدمة من الحكومة اليمنية لاجتماعنا هذا , وتشمل دعم كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية إلى جانب تمويل وضمان صادرات سعودية ووديعة في البنك المركزي اليمني , وبهذه المناسبة أود أن أشيد بالدور البارز الذي يقوم به مجلس التنسيق السعودي اليمني في دعم وتمويل العديد من المشاريع والبرامج التنموية المختلفة والتي تم انجازها في اليمن الشقيق ، والجدير بالذكر أيضاً أن المملكة قدمت لليمن منحة في مؤتمر لندن للمانحين بلغ قدرها مليار دولار أمريكي تم تخصيصها لمشاريع إنمائية عن طريق صندوق التنمية السعودي , كما قدمت المملكة مؤخراً دعماً في قطاعي البترول والكهرباء ومن المتوقع أن يتم هذا اليوم التوقيع على اتفاقيتين لمشروعين احدهما في قطاع الكهرباء والآخر في مجال الخدمات الصحية بتكلفة إجمالية تبلغ مائة وخمسة ملايين دولار. ومضى سموه يقول : استمراراً لوقوف المملكة إلى جانب الأشقاء في اليمن ودعمها لهم يسرني أن أعلن عن ترحيب المملكة باستضافة مؤتمر المانحين القادم والذي نقترح أن يتم عقده خلال الفترة من 27 30 يونيه القادم ، أما فيما يتعلق باجتماعنا هذا فإن جدول أعماله سوف يشتمل على ثلاثة محاور رئيسية ومترابطة , تغطي الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية حيث سنستمع إلى طرح الأشقاء اليمنيين ومقترحاتهم , ويليه التعليقات والاستفسارات من المشاركين في المؤتمر .