من بين كل التحولات العميقة التي تلحق بالبنى الفكرية والثقافية تبرز الفكرة الأدهش في إخراج القصة القصيرة لتأخذنا إلى عالمٍ يكتظ بالتنوع الثقافي من خلال جُمل بسيطة تصنع حدثاً وتمحو أحداث .. هكذا نتدثر تارة بعباءة الأحلام .. ونحلم ( بربيعٍ أحمر ) لنصحو على طفل يحرق منزله .. بقية التفاصيل في المشهد المربك أدناه مع القاصة المبدعة شيمة الشمري. عباءة أحلامي في ليلة عجت بالأحلام حلمت أني أحيك العباءات وأبيعها وغرفة نومي كانت محلاً لبيع العباءات الفاخرة .. بعت لسيدة ما عباءة مطرزة . صحوت .. ضحكت كثيرا من حلمي الغريب . بعد ثلاثة أيام وتحت العمارة التي أقطنها كانت هناك سيدة تسأل عن محل العباءات أين وكيف انتقل ؟ وبيدها عباءة مطرزة تشبه عباءة حلمي. .. ربيع أحمر تلك الحدائق والساحات الخضراء. الأزهار والفراشات الملونة. الكروم وابتسامات الأشقياء. أحلام الشباب الطامحين والبؤساء . كل ذلك اتحد بلون أحمر .. بلون تلك الجداول حيث زج الأسد بضحاياه هناك . الطفل الذي أحرق منزله كنا نلهو في البيت .. نعيث فيه شقاوة في غياب والدينا وفي غفلة منا أشعل أخي الصغير النار في غرفته انتشر الحريق كدنا نختنق .. لولا تدخل الجيران لإنقاذنا منذ ذلك الوقت عرف أخي بالطفل الذي أحرق منزله , فكل من يراه يتذكر حادثة الحريق ويذكره بها ويذكرنا بعد شهور التقينا بأقرباء لنا فبادرت السيدة قائلة : أين الطفل الذي أحرق المنزل ؟ وبعد سنتين زارنا صديق والدي وما أن رأى أخي حتى قال : أنت الذي أحرقت المنزل ؟ كبرنا وفي الثانوية كان الطلاب يتهامسون حول الطفل الذي أحرق منزل أسرته وعندما التحقنا بالجامعة انفجر الأستاذ ضاحكا وهو يقول لأخي : يا شقي أنت الذي أحرقت منزلك ؟ تمر سنوات وأخي صامت لا يتكلم ولا يجيب ابتلعت نارهم لسانه وأذنيه وبعض ملامحه يحمل كبريتا وينوي حريقا أكبر تحول إلى كرة من لهب تحرق كل من يقترب منها أحرق بيوت كل هؤلاء واختفى عزيزي القارئ : اختر النهاية التي تعجبك . القاصة شيمة الشمري