دعا البيان الختامي لمؤتمر القمة الإسلامي في دورته الثانية عشرة بالقاهرة إلى الحوار الجاد بين التحالف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة وبين ممثلي الحكومة السورية الملتزمين بالتحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا بشكل مباشر في أي شكل من أشكال القمع.وأهاب قادة الدول الإسلامية بالائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية أن تسرع في تشكيل حكومة انتقالية تمثل كافة أطراف وطوائف شعبها دون تمييز أو إقصاء, وحذر القادة من أن استمرار التصعيد العسكري سيجر البلاد إلى مخاطر جسيمة تهدد السلم والامن والاستقرار في سوريا والمنطقة بكاملها.وشدد البيان الصادر في ختمام اعمال القمة امس الخميس علي ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها, منددين باستمرار سفك الدماء, وأكد القادة المسئولية الأساسية للحكومة السورية عن استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات.وأكد القادة مجددا دعمهم لحل سياسي سوري للأزمة, داعين مجلس الأمن للاضطلاع بمسئوليته ووضع نهاية للعنف وإراقة الدماء وإيجاد حل سلمي ودائم للأزمة.ورحب القادة باتفاق المعارضة السورية في الدوحة, وتشكيل الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة, داعين باقي قوي المعارضة إلي الانضمام للائتلاف الوطني.وأدان البيان بشدة العدوان الإسرائيلي غير المبرر وغير المشروع ضد سيادة ووحدة أراضي سوريا, مطالبين المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لوقف أي عدوان مستقبلي. الحقوق الفلسطينية المشروعة وبالنسبة لفلسطين فإن مشروع البيان الختامي سوف يدعو الدول الأعضاء إلي تشكيل شبكة أمان مالية إسلامية لمساعدة فلسطين ويكلف الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي باتخاذ الإجراءات العملية لمتابعة تنفيذ ذلك, ويؤكد مشروع البيان مجددا الطابع المركزي لقضية فلسطينوالقدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء.وجدد مشروع البيان الإدانة الشديدة لإسرائيل للاعتداءات المستمرة والمتصاعدة علي الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف. وثمن القادة الجهود التي يبذلها الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف والوقوف في وجه الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي. ورحب القادة بمنح فلسطين صفة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة وقال نثمن الدعم الذي حظي به القرار من أغلبية دول العالم باعتبار ذلك خطوة هامة علي طريق تصحيح الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني علي مدي عقود.وادان البيان العدوان الإسرائيلي الهمجي علي قطاع غزة الذي وقع في شهر نوفمبر الماضي ومواصلة فرض سلطة الاحتلال عقابا جماعيا علي أبناء الشعب الفلسطيني ولاسيما الحصار غير الإنساني والمخالف للقانون الدولي المفروض علي قطاع غزة, وطالب إسرائيل بالوقف الفوري التام للحصار الذي تفرضه علي قطاع غزة, كما دعا لاتخاذ إجراء عاجل للمضي قدما في إعادة إعمار قطاع غزة, ويشدد علي أن التسوية العادلة والسلمية والشاملة للصراع في الشرق الأوسط يجب أن تستند إلي أحكام القانون الدولي وإلي قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.ودعت القمة الاسلامية الأطراف الفلسطينية كافة إلي توحيد جهودهم تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني, والاستجابة لدعوات الرئيس محمود عباس إلي عقد انتخابات عامة بأسرع وقت ممكن. * وحدة اليمن والسودان وبالنسبة للبنان أكد البيان دعمه لاستكمال تحرير جميع أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي.وفيما يتعلق باليمن, أعرب البيان الختامي عن دعمه الكامل لوحدة اليمن وسيادته, مشيدا بنجاح مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن.وفيما يخص السودان اكد البيان الختامي دعمه للسودان واحترامه لوحدته وسيادته وسلامة أراضية, مرحبا بالاتفاقية الاطارية بين شطريه التي وقعها في أديس أبابا.وبالنسبة للصومال رحب باختيار أعضاء البرلمان الجديد الرئيس حسن شيخ محمود بطريقة ديمقراطية شفافة.وفيما يخص جيبوتي, اكد تضامنه الكامل مع جيبوتي في نزاعها مع إريتريا.وحول اتحاد القمر, دعا البيان مجددا جميع الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي إلي دعم اتحاد القمر بموجب القرار الصادر عن مجلس وزراء الخارجية. نزع السلاح النووي واكد مشروع البيان الختامي للقمة الإسلامية الثانية عشرة دعم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط. وفيما يخص مكافحة الإرهاب, ندد البيان بإرهاب الدولة بجميع أشكاله وتجلياته وأيا كان مرتكبه, مؤكدا الالتزام بتعزيز التعاون المتبادل في مكافحة الإرهاب, وادان الهجوم الإرهابي علي مجمع الغاز في أميناس بالجزائر.كما اكد البيان الختامي أنه من الضروري تعزيز ثقافة التسامح بين الشعوب لمواجهة محاولات تغذية الكراهية ضد الإسلام والمسلمين,معربا عن بالغ قلق منظمة التعاون الإسلامي إزاء تنامي الهجمات علي الإسلام والمسلمين. ويشدد المشروع علي أن الإسلام دين الوسطية والانفتاح وينبذ جميع أشكال التعصب والتطرف والانغلاق, مشيرا إلي ضرورة التصدي لإشاعة أو نشر الفكر المنحرف وبكل الوسائل المتاحة, داعيا في الوقت نفسه إلي وضع مناهج تعليمية. *التنديد بالكراهية الدينية وندد البيان بكل الدعوات المحرضة علي الكراهية الدينية والتي تشكل تحريضا علي العداء أو العنف سواء من خلال وسائل الإعلام المكتوبة أو السمعية البصرية أو الإلكترونية أو أية وسيلة أخري.كما أكد قادة العالم الإسلامي ضرورة التعاون بين الدول الأعضاء من أجل التنفيذ الفعال لاستراتيجية محاربة الإسلاموفوبيا التي أقرتها الدورة الحادية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي وأهمية التعجيل بعملية تنفيذ قرارها بشأن وضع آلية دولية ملزمة قانونا لمنع التعصب والتمييز والتحيز والكراهية علي أساس الدين وتشويه الأديان.ودعا البيان الختامي للقمة الاسلامية إلي إنشاء مرصد دولي لرصد دعوات الكراهية العرقية أو الدينية التي تشكل تحريضا علي التمييز والعداء أو العنف في مختلف أنحاء العالم.