عاشت " البلاد " أجواء ملتقى المبتعثين الرابع ، في مرحلته الثانية ، الذي انطلق منذ مساء الجمعة الماضي 23 ذو القعدة 1429 ه بجدة .. والذي شهد حضورا كثيفا من الطلاب والطالبات ، المقرر ابتعاثهم للدراسة في عدة بلدان خارج المملكة.. وقد بين وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث الدكتور عبد الله الموسى : " أن ملتقى المبتعثين الرابع في مرحلته الثانية الذي انطلق بجدة ، استفاد منه أكثر من 3535 مبتعثاً ومبتعثة من المقبولين والمقبولات في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي . مشاركات متنوعة واكد وكيل الوزارة د . الموسى : ان حضور الملتقى شرط من شروط الابتعاث ، مبدياً تأييده حضور مرافق المبتعث (الزوجة) أو المبتعثة (ولي أمرها) للاستفادة من مثل هذه الملتقيات . مشيرا الى ان هذا الملتقى يختلف عن الملتقيات السابقة في ثلاث نقاط أساسية ، وهي مشاركة وزارة الخارجية بشرح القوانين الدولية لوجود حاجة ماسة للمبتعثين للتعرف على القوانين " . تقديم الخبرة وقال : " اضافة الى مشاركة مركز الحوار الوطني لنشر ثقافة الحوار كونها مطلبا أساسيا لتعليم أبنائنا كيفية الحوار مع الآخرين، وهذه رسالة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في التحاور ، علاوة على مشاركة وزارة الداخلية ممثلة في جامعة الأمير نايف حيث قدمت للطلاب محاضرات في القوانين الأمنية بالإضافة إلى مشاركة السفراء والمختصين ، لافتا الى ان الملتقى شهد كذلك ولاول مرة حضور أندية الطلبة السعوديين في الخارج لنقل تجربتهم وخبراتهم في هذا المجال " . وكانت قد انطلقت الجمعة المرحلة الثانية من فعاليات ملتقى المبتعثين بفندق المريديان بمحافظة جدة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي نظمته وزارة التعليم العالي خلال الفترة من 23 26 /11/1429ه . إرشاد وتوعية وتحدث ل " البلاد " الدكتور ماجد بن عبدالكريم الحربي ، مدير برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي ، فقال : لقد أقمنا في جدة أربعة أيام ملتقى المبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ، حيث تم خلال الملتقى ، إعطاء الطلاب والطالبات سلسلة محاضرات إرشادية توعوية ، تتعلق بإجراءات الابتعاث قبل وبعد السفر ، ولقاءات مع ملاحق الدول التي سيبتعث لها طلابنا ، وحضر كذلك مندوبو السفارات لنفس الغرض ، وتم توزيع كتيبات إرشادية ، وأيضا تم استغلال التجمع لتوزيع قبولات الدراسة للطلاب التي أحضرتها الوزارة ، إضافة إلى الالتقاء مع مسؤولي الابتعاث ، ومنهم وكيل الوزارة ، ومدير برنامج الابتعاث ، وتمت إجابة الطلاب على كل تساؤلاتهم . خبراء وقانونيون كما تحدث لنا د . محمد عبد العزيز الحيزان ، مستشار المشرف على إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة التعليم العام ، فقال : إن الملتقى جاء بهدف تهيئة الطلاب والطالبات الى أسلوب بيئة الدراسة والمعيشة في الخارج ، ولهذا كانت فكرة الملتقى ، ودعوة العديد من الخبراء والقانونيين والدبلوماسيين ، لتسليط الضوء على جميع القضايا المتعلقة بهذا الجانب . وخلال الملتقى بجدة شارك حوالي 3500 طالب وطالبة ، اما الاجمالي على مستوى المملكة فكان قرابة 6500 طالب وطالبة . حضور كثيف هذا وقد شهدت المحطة الثانية لملتقى المبتعثين ، الذي نظمته وزارة التعليم العالي في جدة ، حضوراً كثيفاً يعد الأعلى بين سائر محطاته الثلاث ، التي تشمل الرياضوالخبروجدة ، وأظهر الملتقى تفاعل الحضور مع المتحدثين ، واهتماماً بالغاً بجوانب تفصيلية تؤكد مدى الحاجة إلى هذه الملتقيات ، في تهيئتهم لبيئة الدراسة التي سيلتحقون بها قريباً. ففي المحور المتعلق بخطوات الابتعاث قبل السفر تركزت معظم أسئلة الحضور على آلية التعامل مع أوضاع أطفالهم قبل التحاقهم بالبعثة، وعلل أحد الحضور أسباب اهتمامهم بهذا الجانب حقيقة مفادها أن بعض الدول وبخاصة أستراليا تفرض على المبتعثين الحصول على قبول أطفالهم في المدارس التي سيدرسون بها قبل سفرهم ، وحول هذه الإشكالية قال الدكتور ماجد بن عبدالكريم الحربي مدير برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي في وزارة التعليم العالي إن الوزارة تساعد على تذليل هذه العقبة من خلال التواصل مع الملحقية الثقافية التي تعالج هذه القضية في وقت وجيز، ودون أدنى صعوبة. أسئلة متنوعة أما أكثر الأسئلة التي كانت تطرحها المرشحات للابتعاث فقد تركزت حول المرافق، وكيفية تفرغه ومدى وجود فروقات في الإجراءات بين المرافقين الموظفين في القطاعات العامة والخاصة، وبين المدنيين والعسكريين، الدكتور ماجد الحربي بدوره أوضح في محاضرته أن الوزارة تزود المبتعثة بخطاب رسمي لتقديمه لقطاع عمل المرافق لتسهيل مهمة تعاون القطاعات معه في تحقيق رغبته. الجدير بالذكر أن فقرة الأسئلة والأجوبة التي يتيحها المتحدثون للمشاركين أصبحت سمة يتطلع إليها المبتعث والمبتعثة للإفصاح عن مواطن قلقهم وفضولهم حول ما يمكن أن يتوقعوه قبل سفرهم، وكثيراً ما تسهم إجابة المتحدثين في تبديد ذلك التوجس بما ينعكس إيجاباً على وجوه الجميع . الطريف في الأمر أن نهاية المحاضرة لا تعني نهاية تلقي الأسئلة، إذ سرعان ما يجد المتحدث نفسه محاصراً بالمزيد من المشاركين حتى خارج القاعة المخصصة لبرنامج الملتقى. التكيف مع البيئة الجديدة اعتمدت وزارة التعليم العالي في بناء برنامج ملتقى المبتعثين في مرحلته الثالثة على احتياجات المرشحين للابتعاث المتعلقة بالجوانب القانونية والأمنية والأنظمة التعليمية، بالإضافة إلى تنمية مهارات الحوار ومعايشة الآخر. ويشارك في تنفيذ البرنامج عدد من الجهات المتخصصة مثل وزارة الخارجية وسفارات الدول جهة الابتعاث وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وأوضح وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى أن مشاركة هذه الجهات الثلاث تمثل أهم الإضافات التطويرية الذي تميز بها الملتقى الثالث مقارنة بالملتقيين السابقين. وأشار الموسى عقب التقائه المبتعثين والمبتعثات في لقاء سابق بالرياض إلى أن الوزارة حرصت على مشاركة عدد من السفراء والقنصليين والملحقين الثقافيين لأنهم أكثر الناس قدرة على توضيح الإجراءات المتعلقة بالحصول على التأشيرات وبيان أنظمة الإقامة في بلدانهم حتى يكون المبتعث على معرفة تامة بطبيعة الحياة التي سينتقل إليها. الملتقى شرط للابتعاث وأضاف وكيل الوزارة لشؤون الابتعاث أن البرنامج يتضمن لأول مرة استعراض تجارب بعض الطلاب المبتعثين، وفي نهاية الملتقى سيتم تزويد الطلاب بعناوين أندية الطلاب السعوديين في بلد الابتعاث، لتساعدهم الأندية في التكيف مع البيئة الجديدة التي سينتقلون إليها. ووصف د. الموسى الدورات التدريبية والتأهيلية التي نظمتها الوزارة للمبتعثين والمبتعثات في اللغة الانجليزية والحاسب الآلي وثقافة بلد الابتعاث بأنها تجربة ناجحة ونسبة الحضور عالية منبها إلى أنه سيتم قياس مدى استفادة الطالب في نهاية الدورة. وفي إجابته عن نسبة حضور المبتعثين في أول أيام الملتقى أشار الموسى إلى أنها تجاوزت 94% مؤكدا على أن الفائدة تعود على الطالب نفسه، ولذلك سمحت الوزارة للمتخلف عن حضور ملتقى الرياض بالالتحاق بملتقى جدة أو الخبر لأن حضور الملتقى شرط للابتعاث.