يُخطئ من يعتقد بأن تربية الأطفال أمر اختياري بل ان التربية من أهم أوامر الله عز وجل للوالدين حيث أنها الفاصل العريض والمعنى الحقيقي للأبوة والأمومة فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ..ونحن اليوم في عصر التكنولوجيا فكل شيء بإمكانه الوصول لمنازلنا حتى ولو من ثقب الأبواب لذلك فقد أصبحت التربية شيئاً صعباً ويحتاج منا إلى الكثير من الجهد والبذل والمزيد من الاهتمام والتوجيه ومازالت ذاكرتي تختزن كلمات من ذهب للإمام الغزالي رحمه الله القائل ( الصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش ومائل إلى كل ما يمال به إليه؛ فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأُهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له ) والمتدبر لتلك الكلمات يعلم مدى عمق المسؤولية في التربية والتي أسأل الله عز وجل أن يوفق كل ولي أمر للقيام بها على أكمل وجه ؛ ولأننا في صفحه شذرات والتي يفوح الأدب في كل زواياها فإنني لا أجد في الشعر العربي الأصيل أجمل من الأبيات التي ينسبها الأغلب لأبي العلاء المعري والتي غرد من خلالها بحكم يحق لتاريخ الأدب أن يخلدها على أبواب الإبداع حين قال : مَشَى الطاووسُ يوماً باعْوجاجٍ فقلدَ شكلَ مَشيتهِ بنوهُ فقالَ: علامَ تختالونَ ؟ فقالوا بدأْتَ به ونحنُ مقلِدوهُ فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ فإنا إن عدلْتَ معدلوه أمَا تدري أبانا كلُّ فرع ٍ يجاري بالخُطى من أدبوه؟! وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منا على ما كان عوَّدَه أبوه بقلم / شادن الغربية