خالفت مدربة سعودية المدربين والمدربات المعتمدين بالتركيز على الدورات الخاصة بتنمية مهارات وشخصيات الكبار، والتي تعقد في الكثير من المراكز التدريبية والجهات الحكومية، وفضلت أن توجه برامجها التدريبية للأطفال، بصفتهم شريحة هامة بحاجة إلى دورات تدريبية تنمي شخصياتهم ومهاراتهم وسلوكياتهم، منتقدة الاهتمام بشريحة الكبار، وإغفال شريحة الأطفال وهم جيل المستقبل. وقالت المدربة حنان إبراهيم مطر والتي تستهدف دوراتها التدريبية الأطفال من عمر 7-12عاما إن فكرتها نبعت من إحساسها بأهمية الدورات التدريبية للأطفال، وإنها وجدت مساندة كبيرة من زوجها وأبنائها في فكرتها التي تقوم بتنفيذها للأطفال، مشيرة إلى أن أبناءها هم من يقومون بتجهيز البرامج والعروض التي تحتاجها . وبينت أن الهدف من دوراتها التي تقيمها للأطفال نشر القيم والعادات والتقاليد الأصيلة لتطوير سلوكيات الفتيات في هذه السن، واتباع السلوك الراقي بطرق متجددة وشيقة، وبناء شخصية الفتاة بحسن التصرف في المواقف المختلفة في الحياة، وتوعية الفتاة بطرق التعامل مع محيطها الداخلي والخارجي، وإخراج جيل جديد متمسك بالآداب والقيم الإسلامية الثابتة. وذكرت المدربة حنان أن الدورات تعمل على الارتقاء بالفتيات صغيرات السن لعالم مليء بفضائل السلوك الإسلامي الراقي في بلدها عامة ورحاب مكة خاصة، مضيفة أنها تتمنى أن تدرب الأطفال مستقبلا على كل ما ينفع الطفل، ويجعله فردا فعالا ومشاركا في المجتمع منذ طفولته، ليغير نظرة العالم للطفل المسلم. وخاصة الطفل المكي وذلك لكون مكة منبع الرسالة. وعن الدورات التي أقامتها للأطفال ذكرت أنها أقامت العدد الأول من الدورات التي تمثلت في "العالم يحتاج إليك يا قطرة "، و "القرآن في حياتي"، دورة "فتاة المجتمع الراقي"، وكانت على مستويين ، و"فنون الاتصال"، و "قواعد فن التعارف" . وعللت تخصيصها هذه الدورات للأطفال دون غيرهم بقولها إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "لأن يؤدب الأب ابنه خير له من أن يتصدق بصاع " رواه الترمذي. وقال الإمام الغزالي "الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش، وقابل لكل ما ينقش، ومائل لكل ما يمال به إليه، فإن عود الخير وعلمه ونشأ عليه، سعد في الدنيا والآخرة، وشاركه ثوابه معلموه وكل مؤدب" . وأضافت أن "خير البشرية أول ما اهتم بالصغار، ومنهم علي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وغيرهم من الصحابة من ساعدوا على نشر الإسلام، وبالإسلام نماذج مشرفة لأطفال نشأوا في أحضان القرآن، وهذا ما جعلني أهتم بالطفل لإعادة الفطرة الصحيحة له، بطريقة تواكب عصرنا، لأن الطفل صفحة بيضاء قابل لأي بصمة. وتمنت المدربة حنان أن يكون في عملها هذا ما يوصلها لرضى الله عز وجل و الفردوس الأعلى، ولأنني أجد نفسي فيه وأحبه بشدة. وأوضحت أنها تركز الآن على دورات للفتيات وأمهاتهن، لتتلمس من خلال هذه الدورات الأثر الإيجابي للطفل والأم من خلال السلوك الملاحظ من خلال التعامل فيما بينهما.