نجحت المملكة المغربية في استقبال ما يناهز 10 ملايين سائح بنهاية نوفمبر الماضي , وقد حقق القطاع السياحي المغربي نسبة نمو بلغت 2 % خلال العام الماضي , وتراهن وزارة السياحة في المغرب على استرداد أسواقها التقليدية إلى مستواها المعهود كفرنسا وإسبانيا، واستقطاب دول أخرى من بلدان الخليج ومن أوروبا الشرقية والصين والبرازيل للرفع من عدد الوافدين السياح بنسبة 7% نهاية سنة 2014. وأوضحت الوزارة أنها بلورت مجموعة من المشاريع السياحية خلال 2012، بتعبئة غلاف مالي يقدر ب14 مليار درهم٬ ستمكن من خلق 4400 منصب شغل مباشر، وإنجاز 10 آلاف و300 سرير إضافي، مشيرة إلى أن الطاقة الإيوائية الجديدة بلغت برسم السنة الماضية سبعة آلاف سرير٬ ما مكن من خلق ثلاثة آلاف منصب شغل إضافي, وأوردت الوزارة أنها قامت بتصنيف 3500 سرير فندقي في إطار إعادة هيكلة وتحديث بعض المؤسسات الفندقية, وتتبنى السياحة المغربية رؤية 2020 التي تستهدف إقامة مشاريع باستثمارات تقدر ب38 مليار درهم مغربي، وتعد بتوفير 35 ألفاً و880 سريراً سياحياً. وفي مجال النهوض بالموارد البشرية داخل قطاع السياحة٬ أشارت الوزارة إلى أنها أنجزت دراسة ستمكن من بلورة إطار جديد للتكوين يتلاءم مع متطلبات وحاجيات المناطق السياحية الثانية، وضرورة إحداث مؤسسات للتميز في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وفيما يخص تتبع الاستدامة السياحية٬ تقول إنها عملت٬ بالتعاون مع قطاع البيئة٬ على وضع آلية لتتبع مؤشرات الاستدامة٬ ووضع برنامج يهم السياحة المستدامة والمحافظة على البيئة. وبخصوص تحسين الجودة السياحية لجعلها متطابقة مع المعايير الدولية٬ عملت الوزارة على وضع خطة عمل تهدف إلى تحسين جودة الاستقبال على مستوى جميع المطارات٬ وجعل المهن المرتبطة بالإرشاد أكثر تنافسية، وإخبار السياح وتحسين ظروف الإقامة والأمن والنقل المحلي٬ وذلك بشراكة مع جميع المؤسسات المعنية. ويرى بعض خبراء السياحة أن المغرب قادر على أن يصبح واحدا من الوجهات السياحية العالمية المهمة، إذا تضافرت جهود كافة المتدخلين في القطاع من اجل تنويع العرض السياحي الوطني وخلق منتجات جديدة تلبي الاحتياجات الراهنة للسياح وتراعي معايير الجودة المعتمدة عالميا في هذا المجال ولمزيد من الجذب السياحي , قام المغرب بإطلاق أشغال أكبر بناء مشروع استشفائي سياحي بالمنطقة في نهاية العام الماضي ، والذي يحمل اسم "مدينة مراكش الطبية" , ويعد المشروع الذي رصد له مبلغ 40 مليون دولار، من الاستثمارات الأكثر جاذبية في مراكش, التي تجمع بين الطابع الحضاري الراقي لمدينة مراكش، والخدمات الاستشفائية والسياحية التي تستجيب لمتطلبات السوق العالمي. وتضم "مدينة مراكش الطبية"، التي يتوقع أن تستقبل أكثر من 5 آلاف مريض سنويا، فندقا راقيا بمواصفات عالمية، يضم 40 غرفة نوم، ومستشفى خاص بمجموع 160 سريرا، وإقامات سكنية فاخرة، ملحقة ب56 شقة تتوفر على حوض سباحة وحدائق خلابة، ستكون رهن إشارة الراغبين في الاستشفاء أو المرافقين لهم، إذ يمكن لأسر وذوي المرضى وأصدقائهم الإقامة بجانبهم في أول سابقة من نوعها، كخدمة استشفائية إنسانية، خصوصا بالنسبة إلى القادمين من أماكن بعيدة. جدير بالذكر أن مدينة مراكش اختيرت كأفضل وجهة سياحية افريقية لسنة 2012 وذلك من قبل "وورد ترافل أوردز"٬ وهي مؤسسة تتوخى مكافأة التميز في مجال صناعة السياحة, وحسب الموقع الالكتروني للمؤسسة٬ فإن اختيار مدينة مراكش جاء من قبل مختصين في صناعة السياحة في 171 بلدا من خلال عملية تصويت, كما تم اختيار مراكش في الرتبة السادسة كأفضل وجهة سياحية في العالم من قبل موقع السفر (تريب ادفيزور )٬ بعد تصويت الآلاف من المسافرين في جميع أنحاء العالم.