وجدت دراسة أمريكية حديثة أن مواظبة كبار السن على الحركة والرياضات البسيطة، تُسهم في الحد من آثار السقطات، التي تعد من أكثر الأسباب التي تدفع بكبار السن إلى المستشفيات، وقد تؤدي أحياناً إلى الوفاة إذا كان السقوط أو الارتطام بالأرض قوياً. وأشارت الدراسة إلى أن المشي يعد من أحسن الرياضات التي يحبذ للشخص أن يواظب عليها، فهي تعزز الدورة الدموية وتحافظ على الوزن وصحة الجسد بشكلٍ عام، موضحةً أن استمرار النشاط الحركي هام جداً لكبار السن، كما أن قلة الحركة تسبب حدوث القروح وحالة من اللامبالاة وبالتالي الاكتئاب، وقد تسبب أيضاً مشاكل في العظام كتيبّسها. وأوضحت الدراسة كذلك أن التمارين الرياضية تحد من آثار الشيخوخة على عضلة القلب والأوعية الدموية، وتقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم، كما أنها تحسن نسبة الكولسترول والسكر في الدم، وتقلص مخاطر الإصابة بانسداد الشرايين، ولاسيما الشرايين التاجية. ورأى الأطباء أن ممارسة هذه التمارين بالنسبة لكبار السن بشكل معتدل ومنتظم من شأنها، أن تساعد في تأخر الشيخوخة وتحسين نوعية الحياة حتى لدى أولئك الذين بلغوا من العمر أرذله، بالنظر إلى ما يترتب على الشيخوخة التي لا مفر للإنسان المتقدم في السن منها من تداعيات أبرزها، التراجع التدريجي في العديد من الوظائف الحيوية، مثل التنفس والأوعية الدموية والعظام والمفاصل، ويصبح الأشخاص الطاعنين في السن أكثر عرضة للإصابة باضطرابات في القلب ترافقها غالباً ضعف في الرئة وحركة العضلات، وبالتالي فإن قدراتهم الصحية عامةً تتراجع مع مرور العمر بواقع 8 إلى 10% في العقد الواحد، وترتفع هذه النسبة بين الرجال (14%) خلال عشر سنوات أكثر من النساء (7%). لذلك يفضل الأطباء ممارسة نشاطات جسدية تتطلب القوة البدنية والتحمل، مثل ركوب الدراجة والسباحة والمشي, خاصةً وأن التمارين الخفيفة تسمح بتحسين التوازن في الجسم، فيما يساهم المشي والتمارين العضلية الهادئة بمنع الهزال العضلي الذي يصيب الأشخاص الذين تجاوزوا ما بين ال65 وال70 من العمر، أما الألعاب الرياضية الجماعية التي تتطلب مجهوداً شاقاً فلا ينصح بها، كما أن الأفراد عموماً، ولاسيما من تجاوزوا ال65، ينصحون بممارسة نشاط جسدي معتدل لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة يومياً، بواقع ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع. وحذّرت الدراسة من أنه عند مواظبة كبار السن على الرياضات الخفيفة، فمن الضروري لبس الأحذية المناسبة، ومراعاة الحالة الصحية، حيث إن أي تغييرات في القدمين أو الكاحلين قد تسببّها مشكلة في هذه الأطراف مما يستلزم استشارة الطبيب المختص، كما أنه من الهام أيضا المشي على أرض مسطحة، وتجنب الأجواء الباردة، ولعل أهم نصيحة هي الاعتدال في ممارسة الرياضة وعدم زيادة المجهود الجسدي لتفادي أية أضرار صحية في المستقبل.