الناس معادن مثل الذهب والفضة فمن المعادن النفيس مثل الذهب ثم يليه الفضة ثم الأماس ثم معادن أخرى وأقلها الحديد وهو الرخيص، كذلك الناس منهم الخلوق ، الامين ، المخلص ، التقي ، والمتواضع والصابر، والصادق، الشاكر ، الظالم ، الماكر، والمتكبر، والكاذب ، والمنافق، والنمام، واللص، والفاجر، ويختلفون الناس في الغرائز والطباع، وان المعادن النفيسة تستخرج بالتنقيب، والبحث المضني والمشقة، وكذلك الناس الذين معادنهم نفيسة يحتاج لاكتشافهم البحث والتنقيب حتى تصل اليهم، ومن الرجال من هم على خلق كريم فاذا غاب او مات من الصعوبة ان تجد مثلهم، وهناك رجال في أقوالهم فوائد ونصح وارشاد فاذا غاب اومات من الصعوبة ان تجد مثلهم، وهناك رجال افعالهم كريمة فاذا غاب اومات من الصعوبة ان تجد مثله في ذلك العمل الكريم. قال تعالى في محكم كتابه الكريم " ونفس وماسواها، فالهما فجورها وتقواها" الشمس7ن8 وقال سيد الاولين والاخرين رسول الله صلى الله عليه وسلم " تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا". وقيل الرجال كالغذاء والدواء والمرض ، فرجل كالغذاء لا تستغني عنه أبدًا ورجل كالدواء تحتاج اليه من وقت لاخر، ورجل كالمرض لا تحتاج اليه أبدًا, وقيل الناس بالنسبة لك ثلاثا ابا واخا وابنا فبرأباك ، واحفظ اخاك ، وارحم ابنك , وقال لقمان لابنه ثلاث لا يعرفو الا في ثلاثة مواطن لا يعرف الحليم ألا عند الغضب، ولا يعرف الشجاع الا في الحرب، ولا أخاك الا عند حاجتك اليه. وقال احد الحكماء ان صاحبت فصاحب الاخيار فان الفجار صخر، لا يتفجر ماؤها وشجره لا يخضر ورقها، وارض لاينبت غرسها، وقال لا تصحبن خمسة ولا تتخذهم لك اخوانا الفاسق فإنه يبيعك بأكله فما دونها، والبخيل فانه يخذلك بما له وانت احوج ما تكون الى معونته، والكذاب فان كالسراب ويبعد عنك القريب ويدني البعيد، والاحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك ، وقاطع الرحم فانه مذموم في كتاب الله. وقيل : الناس اربعة في الخير منهم من يفعله ابتداء، ومنه من يفعله اقتداء، ومنهم من يتركه حرمانا ومنهم من يتركه استحسانا، فمن يفعله ابتداء كريم ومن يفعله اقتداء حكيم ، ومن يتركه حرمانا شقي، ومن يتركه استحسانا غبي، وقال الشاعر : بقدر الكد تكسب المعالي ومن طلب العلى سهر الليالي فيما سادة يا كرام دعونا نعلم ابنائنا اختيار الاصحاب والاصدقاء من هم معدنهم اصيل وثمين في القول والعمل والاخلاق والتقوى والاخلاص ونذكرهم ان المعدن الاصيل لا يصدأ ابداً. وصلى الله على سيد الخلق أجمعين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. محمد سراج بوقس