.. في محكم التنزيل بكتاب الله الكريم الكثير من الآيات التي تحض على العفو والمغفرة والصفح منها: قول الحق جل وعلا في سورة البقرة: (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو)، وأيضا: (وأن تعفوا أقرب للتقوى)، (ولا تنسوا الفضل بينكم) وفي سورة آل عمران: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين). ويقول سبحانه بسورة الشورى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله). قال الحسن البصري: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطن العرش ألا ليقم من وجب أجره على الله فلا يقوم إلا من عفا وأصلح، ويقول سبحانه في سورة فصلت: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) أي وما يقبل بهذه الوصية ويعمل بها إلا من صبر على ذلك. وقد عمل السلف بهذه الوصية العظيمة فيذكر أن رجلا شتم ابن عباس رضي الله عنهما فلما قضى قال ابن عباس يا عكرمة انظر للرجل حاجة فنقضيها؟ فنكس الرجل رأسه واستحى. كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ينادي منادٍ يوم القيامة فيقول: من كانت له يد عند الله فليقم. فلا يقوم إلا من عفا. وفيما روى أبو داود وابن ماجه والترمذي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء». ومما يجب أخذ العلم به أنه لا يجوز هجر الإنسان أخاه المسلم لأمور دنيوية أكثر من ثلاث ليال، كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «خيرهما الذي يبدأ بالسلام»، قال ابن حجر: زاد الطبري من طريق أخرى عن الزهري (يسبق إلى الجنة) ولأبي داود بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: فإن مرت ثلاث فلقيه فليسلم عليه فإن رد عليه فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم وخرج المسلم من الهجر.. فاللهم أصلح أحوالنا واهدنا لما يرضيك فإننا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك نواصينا في قبضتك فإنك عفو كريم تحب المغفرة فاشملنا برحمتك واغفر لنا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا فإنك رب التقوى ورب المغفرة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة