جرام ألماس ... وجرام حديد ... (1) متوسط سعر جرام الألماس 250 ريال ( للوزن والجودة والنوع تأثير في سعره وأجوده البلجيكي ) وسعر جرام الذهب 220 ريال ( ولا زال الذهب أكثر أمان من الألماس ، لأنه يفقد من سعره عند البيع 35% فقط ، بينما يفقد الألماس 75% من سعره ) وسعر جرام الفضة 5 ريال ... وسعر جرام النحاس 50 هللة وسعر جرام الحديد 0.003 من الهللة وكل ما سبق أنواع من جنس ( المعادن ) ... ومع ذلك فيها من التفاوت في القيمة والقدر ما رأيته ماثلا أمامك ... فالمعادن بين معدن نفيس ... وبين معدن خسيس (2) وإن الناس أشبه شيء بالمعادن ... فالناس فيها من معدنه ذهب ... وفيها من معدنه ألماس وفيها من معدنه فضة ... وفيها من معدنه نحاس ... وفيها من معدنه حديد فمن كان متصفا بمحاسن الأخلاق ... كالكرم والصدق والحلم والعدل وغيرها ... فهو معدن نفيس . ومن كان متصفا بمساوئ الاخلاق كالبخل والكذب والظلم والاعتداء وغيرها ... فهو معدن خسيس . ( السطران السابقان خلاصة كلام ابن حجر رحمه الله ) (3) وإنك إذا نظرت الى حمزة بن عبد المطلب ... والى أبي لهب بن عبد المطلب ، فهما أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فأما حمزة ... فهو من المؤمنين السابقين ، وهو من المهاجرين ... وهو أسد الله ورسوله ... وهو سيد الشهداء في الجنة ... وأما أبو لهب ... فهو عدو الاسلام الشديد ... وهو صاحب المقولة المشهورة : تبا لك !! ألهذا جمعتنا ؟! يوم قالها على الصفا ، لمحمد صلى الله عليه وسلم ... وهو الذي كان يتبع نبينا صلى الله عليه وسلم في الحج ويحذر الناس منه ومن دعوته ... وهو الذي أنزل الله فيه : " تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى نارا ذات لهب " فشتان ... شتان بين معدنيهما ... مع وحدة أصل هذا المعدن !! فأين السر إذن ؟!! وإذا نظرت إلى عمر بن الخطاب ... وإلى عمرو بن هشام ( أبو جهل ) فهما محور دعوة النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم أعز هذا الدين بأحب الرجلين إليك " فإن عمر أسلم فكان أحب الرجلين الى الله ... وكان فاروق الاسلام ... وكان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وخليفة المسلمين وأمير المؤمنين ... وأما عمرو بن هشام ... فهو داهية العرب وعبقريها ... وهو الذي كان للإسلام والمسلمين منه شدة وبلاء لم تعرف لغيره ... وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم أبا جهل ... كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم فرعون هذه الأمة ... فشتان ... شتان بين معدنيهما ... مع وحدة أصل هذا المعدن !! فأين السر إذن ؟!! (4) كل ما سبق خلاصة لطيفة ... لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " الناس معادن ... خيارهم في الجاهلية ، خيارهم في الإسلام ... إذا فقهوا " أما قوله ( إذا فقهوا ) ... فتعني باختصار : عرفوا الحق فالتزموه ... وعرفوا الباطل فاجتنبوه ... وهذا هو السر النفيس والفرق اللطيف ... والمعيار البارز في نفاسة المعادن وخساستها وهي المعيار الذي فرّق بين حمزة أسد الله ورسوله ... وبين أبي لهب حصب جهنم ... وهي المعيار الذي فرّق بين فاروق الاسلام عمر ... وبين فرعون هذه الامة أبي جهل ...