النفس التي خلقها الله تحب المدح بطبيعتها وتكره الذم، ومعظم الناس يخسرون أقرب الناس إليهم، بسبب انتقاد قد لا يكون القصد منه إزعاج الآخرين، ولكن الأسلوب الموجَّه قد يؤثر في الشخص الملوم بطريقة خاطئة, فقبل أن تبدأ بالنقد، عليك أن تتكلم في الأشياء التي يحب الشخص المقصود سماعها، وأن تحدثه في محاسنه التي يمتلكها، ولا تنسى أن تذكره بنقاطه الإيجابية، وألزمْ الصدق التام في حديثك عن محاسنه، بمعنى ألا تقوم بمجاملة المنقود كذبًا وبهتانًا. من جهته قال "معلم الحربي": "بعيدًا عن عيون الأعداء والشامتين حتى لا تقصم ظهر صاحبك بكلمة حق أريد بها باطل، فالنقد ذوق لا اعتلاء على أكتاف الأصدقاء"، وشدّدت "ميره" على ضرورة أن يكون النقد في السر قائلةً: "بالسِر بيني وبينك !، أما إذا وجدتني أنتقدك علانيةً، فقل لي: شكرًا على الفضيحة خلها لك!"، وأكد "Osama" على أهمية أن يكون الانتقاد بأسلوب مؤدب غير قاس، وإن كانت القسوة مفيدة في بعض الأحيان، موضحًا أن "الانتقاد له أدب وأسلوب ليّن محبب إلى النفس لا بأسلوب قاسٍ قد يصل إلى درجة الوقاحة، وأحيانًا نحتاج النقد العنيف لنصحو من غفلتنا". بينما قال عبد الله الفارس: النقد الهادف والخفي لا يعني الانتقاص، بل المحبة والاحترام، أما النقض الجارح العلني، فلا معنى له سوى الاحتقار والكراهية، فيما أشارت "أريج التويجري" إلى أن "الانتقاد يجب أن يكون انتقاد المحب وليس انتقاد الشامت، بما يصحح لك الطريق الذي قد يستغله الآخرون للإساءة اليك"، وقال عبد الرحمن العقيل: "لأني أحبك دعني أنتقدك فقد قال الفاروق عمر الخطاب: (رحِم الله امرئ أهدى إليّ عيوبي) فأنا انتقدك لأنني أُرِد لك الخير". وميّز "هاش تاق نشط" بين النقد والانتقاد قائلاً: "من يحبك (ينقدك) ولا (ينتقدك)، فالنقض: ذكر المحاسن والمساوئ للتعديل، والانتقاد: ذكر المساوئ للتقليل"، وقال محمد اليافي: "هناك خيط رفيع يفصل بين الانتقاد والنصيحة والفضيحة...للأسف الأغلبية يفضحون و يقولون: أنت لا ترحب بالانتقاد".