اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميريلاند شبلي تلحمي، أن تعيين جون كيري وزيراً للخارجية الأمريكية، بمثابة قرار موفق اتخذه الرئيس باراك أوباما، مبيناً أن كيري على دراية وخبرة في الشئون الخارجية، وعن السياسة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، أكد شبلي أن تغيراً دراماتيكياً طرأ على الصورة النمطية للعالم العربي في أوساط الشعب الأمريكي، والتي نالها الكثير من العنت بعد هجمات 11 سبتمبر، حيث شهدت تلك الصورة في الآونة الأخيرة تحسناً ملحوظاً في أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي، خاصةً في تونس ومصر، وأضاف أيضاً خلال حواره لبرنامج "حوار الليلة" المذاع على قناة سكاي نيوز العربية، أن إدارة الرئيس أوباما تُحجم عن التدخل في سوريا رغم اهتمامها بالحالة الليبية، لأسباب ثلاثة أولها أن التدخل العسكري في ليبيا حظي بموافقة دولية، وثانيها أن المهمة في ليبيا كانت محددة ومعروفة، وثالثها أن الأبعاد الإستراتيجية للتدخل هناك كانت محددة، ولا تأثير لها على الجيران، بخلاف سوريا فالوضع مختلف تماماً، لأن الرؤية غير واضحة مع تباين اتجاهات المعارضة، وبالنظر إلى أن غالبية المقاومة في حلب يقودها سلفيون وأمريكا لا ترغب في تكرار أخطائها التي حدثت من قبل أفغانستان، وبيّن كذلك أن إدارة أوباما تتمسك بإستراتيجية واضحة إزاء الأزمة السورية تقوم على أساس إسقاط نظام الأسد، وتشديد العقوبات على النظام ودعم المعارضة، لكنها لا تريد أن تكون اللاعب الرئيس في هذه القضية، مشدداً على أن الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي تتعاطف مع الشعب السوري وتصعيد العقوبات، كما أن هنالك قبولاً عاماً لفكرة فرض الحظر الجوي، وأوضح أن الملف النووي الإيراني سيكون الملف الأكثر سخونة أمام كيري، لأن أوباما قطع وعداً صريحاً باسم الولاياتالمتحدة أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بألا تحصل إيران على أسلحة الدمار الشامل، ونوّه شبلي إلى أن عام 2013 يمكن أن يكون عام الحسم في الشأن الإيراني، لافتاً إلى أن التزام أوباما الأوسع نطاقاً بحظر الانتشار النووي، يمكن أن ُيسفر عن سياسة مركزة وقوية في هذا الصدد.