لا يمكن فصل السينما عن الواقع العربي الذي نعيشه فالسينما العربية ما هي إلا تجسيد للواقع العربي وقضاياه ومن هنا اتخذت إدارة مهرجان دبي موقفا تجاه الأزمة السورية وما يحدث على الأراضي السورية, فقد أعلنت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي سحب ثلاثة أفلام سورية من دورتها المقرر انطلاقها في التاسع من الشهر الحالي "لتوقيع مخرجيها على بيان صدر العام الماضي يؤيد الإصلاح تحت قيادة الرئيس السوري بشار الأسد ولم يطرأ على موقفهم أي تغيير", وذكرت إدارة المهرجان إنها "لن تحتفي بالأفلام السورية "مريم" و"صديقي الأخير" و"العاشق"، لتوقيع مخرجيها على بيان سينمائي الداخل السوري الصادر في شهر مايو 2011، والذي نادى بالإصلاح تحت قيادة الرئيس السوري، دون أن يطرأ أي تغيير أو تعديل في هذا الموقف على رغم نهر الدم المنساب على الأرض السورية". وأضاف البيان: "مهرجان دبي السينمائي الدولي مع الإنسانية بمعناها الأوسع والأشمل تماما، بما يضمن الحرية والكرامة والعدالة للناس جميعا، واحترام حق الإنسان في الحياة وحقه في الاختلاف، وحقه في تكوين الرأي والتعبير عنه". وتابع: "السينما التي يراها المهرجان ويحتفي بها ويسعى إلى دعمها هي تلك السينما التي تحترم أدمية الإنسان، ولا تنفصل عن شئون الناس وشجونهم، وآلامهم، وآمالهم وأحلامهم بغدٍ أفضل". وأوضح المهرجان أنه "استقبل مجموعة من الأفلام ونظر إليها بداية باعتبارها نصوصا سينمائية لصانعيها تتضمن خطابها وقولها وأفكارها ورؤاها، وتذهب إلى ما تريد تقديمه بصدد الواقع السوري المعاصر، بما يحمل من تعقيدات دامية". وتابع: "إلا أن المهرجان لن يستطيع الفصل بين القول والفعل بين الأداء الفني والمواقف الحياتية، خاصة لدى الانتباه إلى أن بعض المخرجين من صانعي هذه الأفلام السورية، سبق لهم أن شاركوا بالتوقيع على "بيان سينمائي الداخل السوري"، دون أن يطرأ أي تغيير أو تعديل في هذا الموقف". وأضاف أنه "تحت وطأة الدم السوري النازف والقتل المتواصل والتدمير الشامل، واتساقا مع سياسات دولة الإمارات العربية المتحدة في نصرة الشعب السوري، وطموحاته، لا يمكن غض النظر عن كل ذلك". وكان عددٌ كبيرٌ من المخرجين السوريين الذين بات معظمهم يعيش خارج البلاد أبدى معارضته لعرض أعمال المخرجين المؤيدين للنظام في سوريا من مبدأ إنساني وبدأت هذه المعارضة تلقى استجابات أوسع من المهرجانات الدولية. وعلى جانب آخر من المهرجان أعلنت إدارته عن القائمة النهائية للأفلام المحلية التي تتنافس على جائزة "المهر الإماراتي"، وهي عشرة أعمال لمخرجين إماراتيين منها 6 تعرض عالمياً للمرة الأولى, مثل فيلم "دوربين"، للفنانة التشكيلية والكاتبة والمخرجة الإماراتية منى العلي التي رشحت لجائزة "المهر الإماراتي" في 2010 هذا العام والذي يناقش قضية إنسانية بحتة، وهي اختلاف وجهة نظر الناس تجاه الحياة, وهناك فيلم "نصف إماراتي" للمخرجة أمل العقروبي, كما يشارك المخرج منصور الظاهري من خلال فيلم "سراب .نت" ليكشف الطرق الملتوية لبعض الشباب الذي يستغل مواقع التواصل الاجتماعي لخداع الفتيات, وغيرها من الأفلام التي تتنافس على هذه الجائزة . يذكر أن فيلمين سعوديين يشاركان في المهرجان، الأول من إخراج وتأليف حمزة جمجوم ويحمل عنوان "مصنع الكذب"، ويتناول الجانب الوحشي لمجتمع المال والأعمال الأمريكي، بينما الفيلم الثاني "مجرد صورة" للمخرج نواف الحوسني أثر الرحلة الاستكشافية التي يخوضها ثلاثة من الباحثين عن أفضل لقطة فوتوغرافية للصحراء السعودية. كما يضم المهرجان مشاركة بحرينية تتمثل في مشاركة المخرج والمؤلف محمد راشد بوعلي، بفيلم قصير يحمل عنوان "هنا لندن"، يروي قصة زوجين يحاولان الحصول على أفضل صورة تعبر عن حبهما الأبوي لابنهما المقيم في الخارج ليرسلاها إليه، وسبق لفيلم "هنا لندن" أن فاز في المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج السينمائي الدولي في 2012, وتشارك عمان بالفيلم الروائي الطويل "أصيل" للمخرج خالد الزدجالي، والذي يقدم فيه نموذجاً لفكرة الكفاح والإصرار على الوجود، من خلال شخصية طفل بدوي يبلغ من العمر 9 أعوام فقط, ويشارك العراق بفيلمين، الأول "سيلهوته" للمخرج كاميران بيتاسي، والثاني عنوانه "48 ساعة" للمخرج حيدر الكناني.