انتشرت فكرة المكتبات الرقمية انتشاراً سريعاً، يدعمها في ذلك التطور السريع في تقنيات حفظ المعلومات واستعراضها والبحث فيها، إضافة إلى توفر الشبكة كبنية تحتية يمكن بواسطتها الربط بين المستخدم وبين المكتبات الرقمية المختلفة موفرة بذلك فضاء معلوماتيا رحبا يعادل في أهميته فضاء الإنترنت العام الذي يسود العالم . ومن هذا المنطلق دشنت ألمانيا مؤخراً بوابة إلكترونية مشتركة بين المؤسسات الثقافية والعلمية في ألمانيا، حيث أطلق ممثلون عن الحكومة الاتحادية والولايات في ألمانيا موقعا إلكترونيا بعنوان "دويتشه ديجتال بيبلوتيك. دي ايه" والذي يعني: المكتبة الإلكترونية الألمانية، ويوفر لمتصفحه قاعدة بيانات هائلة من الكتب الألمانية العامة والصور والأفلام والمعزوفات الموسيقية وغيرها من فروع الثقافة المختلفة. ويتيح الموقع الإلكتروني الأعمال الفنية والثقافية للجميع دون تفرقة وتبلغ محتويات المكتبة الإلكترونية حتى الآن 5.6مليون وحدة تعود لتسعين مؤسسة، مما يعتبر إنجازا ثقافيا بكل المقاييس. وتعتبر هذه البداية هي مجرد مرحلة تمهيدية للمشروع الأساسي الذي سيعمل بشكل منتظم بدءً من العام المقبل مما يحقق الاستفادة لملايين المستخدمين. كما تعتزم ألمانيا رقمنة المحتوى الثقافي الألماني في شتى المجالات مع مراعاة حقوق المؤلفين والناشرين من خلال المكتبة الرقمية التي توفر قاعدة بيانات ضخمة تسهل على مستخدمي شبكة الانترنت البحث عن المحتويات الخاصة بأي موضوع، ولن يتم التعامل مع أي منتج ثقافي إلا بعد الاتصال بأصحاب الحقوق فيه ويعتبر هذا المشروع قفزة ثقافية عملاقة. وسوف توفر المكتبة الرقمية على الباحثين الألمان عناء البحث على مبتغاهم في رفوف المكتبات وتسهل لهم العثور على المعلومات المطلوبة بكل سهولة ويسر، وبهذا المشروع تساهم ألمانيا بنصيبها في البنك الأوروبي للمعلومات الثقافية "يوروبيانا" وقد اتفقت مؤخراً دول الاتحاد الأوروبي على توسيع قاعدة بيانات هذا البنك، حيث إن دولاً كثيرة من دول الاتحاد الأوروبي مهتمة حالياً بهذا الأمر، ومن بينها فرنسا وهولندا وبولندا وتشيكيا.