المكتبة الرقمية العالمية ليست موقعا إلكترونيا عاديا بقدر ما هي أرشيف فريد يتضمن مجموعة من المراجع والوثائق والمخطوطات النفيسة التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة وتساهم فيها جهات عالمية عدة. ومن بين ما ستوفره المكتبة الرقمية التي اطلقتها من باريس منظمة اليونسكو بالتعاون مع مكتبة الكونجرس وجهات عالمية أخرى، مخطوطات صينية قديمة وأخرى عربية وإسلامية إضافة الى وثائق تاريخية من أمريكا وأوروبا وغيرها من بقاع العالم. وتتيح المكتبة لمستخدميها من القراء والدارسين والمهتمين الاطلاع على كنوز العالم المعرفية والثقافية عبر هذا الإرشيف الإلكتروني الذي يتضمن مقتنيات أكثر من 30 مؤسسة عالمية. ويهدف هذا المشروع الكبير الى توسيع حجم الاطلاع على المنتج الثقافي والمعرفي الكوني عبر الوسيلة التي يتسع انتشارها واستخدامها في ارجاء المعمورة اي الشبكة الإلكترونية التي تصدرت عالم المعلومات وأنهت هيمنة الوسائل التقليدية. الأمر الذي يسهم في ردم الهوة الحضارية بين أطراف العالم، ويعمق التفاهم الانساني ويصبح أداة تعليم وبحث نادرة. تفاعل الثقافات واعتبر جيمس بيلينجتون مدير مكتبة الكونجرس، الذي يقف وراء فكرة المكتبة العالمية، في تصريح للصحافة إن إطلاق المكتبة "سبيل لتحفيز الناس على التفكر في تفاعل الثقافات، وهو ما نأمل أن يعزز التفاهم والرغبة بالاطلاع على المنجزات الثقافية على الصعيد الإنساني". وستتضمن المكتبة نفائس المراجع بما في ذلك ارشيف مكتبة الكونجرس، التي تأسست عام 1800، ومواد من مختلف أنحاء العالم منها وثائق ومقتينات من الجهات المشاركة مثل مكتبة الاسكندرية، التي ساهمت بوضع أسس هذا الصرح الثقافي الإلكتروني. ومن الجهات المساهمة أيضا المكتبة الوطنية العراقية ودار الكتب والمحفوظات المصرية، إضافة الى جهات ثقافية ومكتبات من السعودية وقطر والمغرب، ومن دول أخرى بينها بريطانيا وفرنسا وروسيا والبرازيل والصين واليابان وغيرها. وكان القائمون على المشروع، الذي بدأ التفكير فيه عام 2005، الدعوة الى المكتبات والمتاحف ومكتبات الإرشيف والمعاهد ذات الصلة التي ترغب بالمشاركة في مجموعاتها من الوثائق والبحوث للمشاركة في خزائن المكتبة الإلكترونية، لتصبح أداة واسعة للبحث والتعليم. ومن أهم المستفيدين من المشروع الجديد، الذي يمكن استخدام محتوياته مجانا، الدارسون والأكاديميون وغيرهم من المهتمين بالاطلاع على ما أنتجته وتنتجه البشرية من معرفة. سبع لغات بينها العربية ويمكّن الإرشيف الإلكتروني الضخم مستخدميه بالوصول إلى مخطوطات ووثائق تاريخية وخرائط ومطبوعات وارشيف موسيقي وآخر للصور وملفات بسبع لغات هي اللغات المستخدمة في الأممالمتحدة. ومن الوثائق الأمريكية التي توفرها المكتبة: إعلان الاستقلال والدستور الأمريكي وصور الحرب الأهلية وإعلان إلغاء العبودية إضافة الى وثائق الهجرة والتجنس لمشاهير أمريكيين. ويمكن إجراء البحث داخل موقع المكتبة الرقمية باللغات السبع: الإنجليزية والعربية والصينية والفرنسية والروسية والاسبانية والبرتغالية. وبذلك تنضم هذه المكتبة الرقمية الى موقعين للإرشيف المكتبي أهمها موقع جوجل للكتب الذي بدأ خدماته عام 2004، والمكتبة الأوروبية (يوربينا) التي أطلقها الاتحاد الاوروبي في نوفمبر/ تشرين الأول 2008. وتأمل اليونسكو أن تساهم هذه المكتبة في إرساء الاهتمام بالثقافات الأخرى ومد جسور أكثر بين الشعوب وتقريبها من بعضها، وتقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء، عن طريق تسخير ثورة المعلومات والاتصالات لخدمة الإنسانية. موقع المكتبة الرقمية العالمية باللغة العربية التابعة لليونسكوhttp://www.wdl.org/ar/