تسعى العديد من الدول إلى الاستعانة بالإنسان الآلي أو الروبوت لاستخدامه كبديل للبشر وخاصة في المجالات التي يصعب على العنصر البشري القيام بها خوفاً من تعرضه للخطر، وقد توصل المسؤولون في شركة توشيبا اليابانية، إلى تصنيع إنسان آلي جديد روبوت يقف على أربعة أرجل، ومخصص للدخول في أماكن البيئة المشعة، ويرسل في مهمات لا يستطيع الإنسان اقتحامها بسبب الإشعاعات. والروبوت الإلكتروني يستطيع صعود السلالم، ويتعدى الموانع، ويغير اتجاهاته، وينتصب مرة أخرى بعد وقوعه، كذلك يستطيع أن يحمل بعض الأشياء يصل وزنها إلى 20 كيلوجرما بفضل ذراعه المتحرك، ويزن الروبوت الجديد 65 كيلو جراما، وارتفاعه متر، ويمكن تشغيله عن بُعد بدون أن يكون هناك سلك ويجرى حالياً عليه بعض التحسينات قبل إرساله إلى موقع فوكوشيما، الذي انفجر فيه المفاعل النووي العام الماضي مما دفع اليابان إلى إغلاق جميع مفاعلاتها لإجراء فحوص. يذكر أن هذا الربوت صمم لتحمل المستويات العالية من الإشعاع والحرارة الشديدة داخل محطات نووية معطوبة مثل فوكوشيما، وأثناء التجربة تعطل الإنسان الآلي "تيترابود" فجأة بعدما حاول الحفاظ على توازنه مما دفع الفنيون إلى حمله بعيداً. ورغم أن اليابان هي الأولى في العالم من حيث عدد أجهزة الإنسان الآلي المستخدمة في الصناعة إلا أنها ليس لديها جهاز له القدرة على دخول محطة فوكوشيما النووية التي لحقت بها أضرار شديدة في كارثة الزلزال المدمر وأمواج المد البحري العاتية (تسونامي). وهذه هي المرة الثانية التي تواجه فيها تكنولوجيا أجهزة الإنسان الآلي اليابانية مشاكل، ففي أكتوبر الماضي فقد إنسان آلي طوره معهد تشيبا للتكنولوجيا الاتصال بالمشغلين داخل مبنى المفاعل الثاني بمحطة فوكوشيما. وتهدف الشركة إلى استخدام هذا الروبوت لتفقد الأماكن، التي لا يستطيع البشر الدخول إليها بعد الكوارث النووية وهو مصمم خصيصاً لتجاوز العقبات والأنقاض، التي قد يقابلها في طريقه، كما أنه في حال ضعف الإشارة اللاسلكية التي يعمل بها، يقوم بشكل أتوماتيكي بالتوجه لمكان يتمكن فيه من تلقي إشارة أقوى. وعلى صعيد الروبوت أيضاً استطاعت مؤخراً إحدى الشركات الألمانية تصنيع الروبوت الألماني الغواص TIETek) ) وهو قادر على كسر الرقم القياسي للغوص (6 كم)، ويمكن له البقاء 8 ساعات مستمرة على هذا العمق دون أن يتأثر بضغط الماء، وهذا رقم قياسي جديد وشاركت خمسة معاهد مختلفة الاختصاصات من معاهد «فراونهوفر»، في تصميم وإنتاج النسخة الأولى من الروبوت الذي يشبه الطوربيد بشكله. والغواصة الصغيرة، المؤلفة من 5 وحدات مترابطة، ويمكن استبدال كل منها على حدة، وجاهزة للسوق حالياً بعد أن صمدت أما9م التجارب على عمق 6000 متر، فضلاً عن ذلك فإن الروبوت «TIETek» صغير الحجم، وقليل الكلفة (من ناحية الإنتاج) مقارنةً بأفضل غواصات الاستكشاف الأخرى العاملة تحت تصرف العلماء في كل أنحاء العالم. ويستخدم في رحلات البحث عن المعادن الثمينة والبترول في قيعان المحيطات، كما يمكن استخدامه بدقة في مراقبة أنابيب النفط الممدودة في قيعان البحار، ومراقبة الأسلاك الكهربائية (الكبلات) المماثلة، والكشف عن الخلل فيها، أو عن مواضع التهرؤ التي قد تحدث مع مرور الزمن، عدا عن ذلك فإن «تيتيك» صالح للعمل في مختلف بقاع العالم، وتحت شروط متباينة، وهو ما يمنحه الأفضلية على غيره من الروبوتات . ويبلغ طول الروبوت الغواص «تيتيك» 4 أمتار، وقطره 40 سم، ووزنه لا يزيد عن 380 كجم. وهي قياسات كبيرة نسبياً لكنها مهمة كي تزود الروبوت بالمتانة اللازمة، والأجهزة المختلفة المخصصة لمختلف المهمات، وعلى أية حال، حقق «تيتيك» رقماً قياسياً جديداً من ناحية خفة الوزن قياساً بالروبوتات الأخرى المماثلة، علماً بأنه تم تزويده بوزن إضافي في الرأس بغية تسهيل سرعة الغوص إلى الأعماق. كما تستخدم وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الروبوت الذي يحمل اسم (LEXI) لاختبار قوة المتفجرات محلية الصنع وذلك في مرفق تطبيقات عالية من المتفجرات الوطنية بمختبر "لورانس ليفرمور" في كاليفورنيا، وجميع هذه الاستخدامات تبرز مدى إمكانية استغلال الروبوت في العديد من المجالات الهامة على كافة الأصعدة.