اختلفت المناسبات وتعددت الأفراح والأتراح وكثرت مطالب الحياة وازدادت مشاغلها أصبحنا لا نستشعر بطعم العيد مثل الماضي أو ربما الأصح هو أننا أصبحنا لا نكتفي بفرحتي العيد فقط في السنة الواحدة نظراً لضغوط العمل وكثرة المسؤوليات أصبحنا نبحث عن السعادة في كل مكان وفي كل وقت, أصبحنا بعد أن كنا ننتقد الغرب في أغلب أمورهم أصبحنا الآن نقلدهم نحن كمسلمين في بعض ما انتقدناهم فيه, فلا تكاد اليوم تخلو منازلنا من أعياد الميلاد التي نحتفل بها رقصاً وفرحاً ونستعد لها أكثر من استعدادنا لفرحة العيد التي أصبحت روتينا ملّ منه البعض وبحث عن بديلٍ له البعض الآخر, فلم يقتصر تقليدنا للغرب على الاحتفال بأعياد الميلاد بل تطور أيضاً إلى الاحتفال برأس السنة الجديدة التي نتوقع أن تطل علينا بكل ما هو جديد ونرى منها كل ما هو مفرح في أيامها القادمة لنا , وطبعاً لن تمر هذه المناسبة مرور الكرام بل سنتبادل عبارات المعايدة مثلها تماماً مثل المعايدة في الأعياد الرسمية بقول "كل سنة وأنتم بخير" ونحن موقنين في داخلنا أن هذا الأمر لا يجوز شرعاً. وها هي السنة الآن انطوت وأقبلت علينا سنة جديدة في حياتنا , فهل سألنا أنفسنا ماذا قدمنا في عامنا الماضي وما أسلفنا فيه وماذا سنقدم في عامنا الجديد؟ وهل عبدنا الله حق عبادته وهل أنجزنا وعملنا ونفعنا غيرنا بما تعلمنا أم تناسينا أن ما مضى من وقت هو محسوب علينا من أعمارنا؟ فلا نستهين بأي عملٍ مهما كان بسيطاً اليوم لعله جعلنا نجوماً نسطع في سماء النجاح غداً ولنعلم علم اليقين أن ما نزرعه اليوم سنجنيه في الغد فاليوم هو الحاضر وغداً سيكون هذا اليوم ماضياً من أيامنا, فهل خلفنا وراءنا عاماً من الإنجازات لا يعرف النور؟ أم استعددنا لرسم مخطط جديد لإنجازاتنا في أعوامنا القادمة لا يعرف الظلام وكل ما هو مهم لمستقبل يشع بالأمل والفلاح, أم أننا سنستمر في تقليد الغرب وسنتبادل عبارات المعايدة بهذه المناسبة فقط, أم ماذا؟ رانية العامودي