الاثنينية وعبدالمقصود خوجة ثنائية جميلة ترسخت منذ عقود من الزمن في اذهان الوسط الثقافي والاعلامي ليس في مدينة جدة والمنطقة الغربية عموماً وانما على مستوى المملكة والعالم العربي والاسلامي لما قدمته وساهمت به عبر مسيرتها التي تجاوزت الثلاثة عقود من لمسات الوفاء والتقدير لرموز العلم والفكر والثقافة ومن منظور تكريمي احتفائي تسجيلي لعطاء هذه الرموز ومساهماتهم في تنوير المجتمع وخدمة الانسانية جمعاء, حتى ترسخ صدى عطائها في الاذهان وذاع صيتها وشهرتها وفاقت فيما تقدمه الكثير من المؤسسات الثقافية الرسمية واحتلت مكاناً كبيراً في نفوس المثقفين والاعلاميين,بل إنها اصبحت عيدهم الاسبوعي ومتنفسهم الحميمي العابق بالمحبة والتقدير والوفاء وهم لايتخلفون عنه الا في اضيق الاحوال. اما صاحبها ومؤسسها الشيخ والاديب عبدالمقصود خوجة فمسيرته حافلة بالعطاء والانجاز والصور المضيئة وقد عرفناه من خلال مشواره الطويل واعماله ومناصبه الحكومية او بعد اتجاهه للعمل بالقطاع الخاص رجلاً كريماً نبيلاً ,محباً لوطنه عاملاً بكل جد واخلاص لما يعلي من شأنه, محباً للعلماء والمفكرين والادباء ورجال الاعلام قريباً من قلوبهم ومشجعاً لكل مبدع , ولعل المثير للتساؤل هو كيف استطاع هذا الرجل ان يقوم منفرداً بهذا المجهود والعطاء الثر وتأسيس وادارة (الاثنينية)على اكمل وجه لتصبح بصمة مشرقة في سماء الفكر والثقافة في عروس البحر الاحمر. أ (عبد) قد عرفنا فيك نبلاً وبذلاً ماله في الوصف حد ومن يحصي الدراري في سماها وهل تحصى الدراري أو تعد عرفتك امتن الفضلاء خلقاً واكرمهم إذا الكرماء عدوا يهون المال في كفيك قدراً فكفك سيد , والمال عبد ومقصود يداه نبع خير وطير الشعر بالاعجاب يشدو(1) وبهذه العودة الميمونة للاثنينية بعد التوقف الاجباري الذي املته الظروف الصحية التي ألمت بصاحبها ومؤسسها وما تعرض له من فواجع وآلام متتالية بفقد الكثير من ذوي الرحم والاصدقاء والاعزاء ,فإن في هذه العودة تأكيداً وتعزيزاً لمسيرتها ونافذة جديدة تطل منها لاكمال مشوار عطائها المتجدد . ولكي يظل هذا العمل (الاثنينية) شاهداً على حسن البذل والعطاء للوطن والمواطن مستمراً خالداً لا تطويه السنين فإنني آمل من صاحبها ومؤسسها سرعة التفكير الجدي والتنفيذ العملي فيما اعلنه ومنذ سنوات بأن يكون (للاثنينية) مجلس ادارة ومقر ثابث ودخل وقفي دائم للصرف على مختلف انشطتها المتعددة والتي منها أيضاً اعادة طبع الاعمال الكاملة للعلماء والمفكرين والادباء وجمع اشتات ما تناثر من اعمالهم في الصحف والمجلات من المقالات والدراسات وتوثيقها من الضياع والاندثار. فيا صديق الادباء والمفكرين والمبدعين والاعلاميين هنيئاً لنا بك وبوجودك بيننا , وهنيئاً لمجتمع المثقفيين بجدة بهذه العودة الميمونة , وهنيئاً لعروس البحر الاحمر عودة هذا الوهج الوضاء من جديد ليزيد وهجها وهجاً وبعداً اخر يضفي عليها تميزاً فوق تميز , واقبل في الختام أصدق دعواتي وتمنياتي لك بطول العمر وسداد الأمر.