إذا كنت الابنة الصغرى في العائلة قد ينتابك شعور بأنك شخصية مضطهدة مع وجود أخت كبرى وربما تعتقدين أنها تحظى باهتمام أكبر وقدر أكبر من الحرية، وقد ترين في كثير من الأحيان أنها تمثل عقبة في تمتعك بحريتك واستقلاليتك؛ الأمر الذي يجعلك لا تشعرين بمدى أهمية وجود هذه الشخصية في الحياة، لذلك إذا شعرت بأنك مضطهدة بسببها ابحثي عن مزايا وجودها. فالشعور بالاضطهاد الذي تشعر به الفتاة المراهقة شعور يرجع إلى عدة عوامل، أهمها فرط الحساسية لدى لديها، ورغبتها الدائمة في الشعور بالحرية والاستقلال، وعدم الرغبة في تدخل الآخرين في شؤونها حتى من أقرب المقربين لها. لا يستطيع أحد إنكار وجود حب وعلاقة سوية بين الفتاه المراهقة والأخت الكبرى في معظم الأحيان، ولكن هذا لا يحول دون وجود بعض الخلافات التي قد تشعر الفتاه المراهقة معها أن أختها الكبرى ما هي إلا قيد على حريتها وأكثر الشخصيات فهما لها ولحيلها، الأمر الذي يجعلها كثيراً ما تتساءل عن مزايا وجود أختها الكبرى في حياتها، وربما تستنكر في بعض الأحيان من وجود أي ميزة فهي تشعر أن وجود أختها الكبرى يمثّل عائقاً في الاستئثار بمحبة واهتمام بل وتقدير واحترام أفراد الأسرة، كما تجد المراهقة أن وجود أخت كبرى لها يجعلها دائماً في وضع مقارنه بها، وغالباً ما تشعر أن المقارنة ليست في صالحها، فالأخت الكبرى هي العاقلة المتزنة الخدومة أما هي فدائماً مقصرة وبحاجه إلى مساعدة . وإذا بحثت في مزايا وجود أخت كبرى فإن أهم تلك المزايا هي: أن وجود أخت كبرى في حياة المراهقة يتيح لها فرصة عظيمة في تعلم الكثير من الخبرات الحياتية، فبالتأكيد تجارب الأخت الكبرى في الحياة، سواء كانت تجارب شخصية أو عملية تمكن المراهقة من تعلم كيفية التعامل بشكل أفضل مع الناس. كما تستطيع الفتاة المراهقة أن تشارك أختها في بعض الملابس والإكسسوارات والماكياج، مما يعود بالفائدة على مظهرها وأناقتها، حيث تجد الفتاة المراهقة أن الكبرى تحظى بعناية خاصة من الأسرة بأكملها، فتشعر غالباً أنها رمز الأناقة والجمال، لذا لا يوجد أي مانع من مشاركتها أدواتها بعد استئذانها . ويعد اتساع مدارك الفتاة المراهقة من أكثر الفوائد التي تحصدها بسبب وجود أخت كبرى بحياتها، فمجرد احتكاك الفتاة المراهقة بصديقات الأخت الكبرى، والتعرف عليهن عن قرب، ومعرفة مشاكلهن وطرق تفكيرهن، يمكنها من اكتساب العديد من المهارات الاجتماعية، مثل: فن إدارة الحديث، والذكاء الاجتماعي، والقدرة على فهم وقراءة الآخرين . بالإضافة إلى أن الفتاة قد تستمتع بصحبة أختها من خلال التسوق معها، وأخذ رأيها في كل شؤونها وأسرارها، وعدم شعورها بالخوف من إفشاء أسرارها. ومهما كانت العلاقة متوترة وغير مستقرة بين الفتاة المراهقة وأختها الكبرى، إلا أنها دائماً ما تشعر بأن الأخت الكبرى بمثابة واحة أمان بالنسبة لها فهي الأم الثانية التي تلجأ إليها، وتأخذ منها المشورة ولا تستطيع الاستغناء عنها .