كثير من الشباب تمر عليه أيام يشعر فيها بالإحباط والتوتر والعصبية، ويحتاج بشدة لأي شيء أو شخص يساعده على تغيير حالته المزاجية السيئة والشعور ولو بقليل من التحسن، وينصح العديد من الأخصائيين النفسيين بالعديد من الطرق التي تساعد على التخلص من الحالة المزاجية السيئة واستعادة روح التفاؤل في أقل وقت ممكن. فإذا كنت ممن يلجأون إلى انتقاد أنفسهم والتقليل من قدرهم دائماً فحاول جاهداً التوقف عن ذلك قدر الإمكان في الأوقات التي لا تكون فيها على ما يرام مزاجياً، واعلم أن الحل بيدك أنت قبل أي شخص آخر حيث يمكنك مساعدة نفسك والتفكير في مميزاتك وصفاتك الحسنة والمواقف الطيبة والقرارات الصائبة التي اتخذتها اليوم، وتشجيع نفسك كلما فعلت ما يستحق الثناء. كما يجب عند شعورك بمزاج سيئ ينتابك أن تتجنب أي احتكاكات أو مشاحنات قد تحدث بينك وبين الآخرين ممن حولك، فلتكن حريصاً جداً وانتق بعناية كلماتك وإيماءاتك حتى لاتجرح أحداً دون قصد إذا صدرت عنك كلمة أو حركة أو حتى إيماءة خاطئة. كما ينصح علماء النفس بضرورة استبدال أفكارك السلبية بأخرى إيجابية، فقد أوضحت الدراسات السيكولوجية أن التفكير الإيجابي يساعد في تقليل التوتر وتحسين الصحة العامة وذلك من خلال التفكير في جعل المهام الجديدة فرصة جيدة لتعلم مهارات جديدة تنمي من شخصيتك وتطور من قدراتك. وينصح الخبراء بضرورة محاولة رسم ابتسامة على شفتيك حتى وإن كانت مزيفة، فتأثيرها سينتقل إلى قلبك، ففي حالة المزاج السيئ يمكنك مشاهدة بعض مشاهد مسرحية كوميدية تحبها أو الاستماع لأحد الفنانين الكوميديين. ويمكنك أيضاً استخراج الصور التي تحتفظ بها على جهاز الكمبيوتر الخاص بك أو الهاتف أو حتى ألبوم صور تقليدي، ومشاهدتها لعدة دقائق وتذكر أجمل ذكرياتك، وستشعر وقتها بالكثير من السعادة وتعود للماضي السعيد وتستعيد لحظات مميزة قضيتها مع الأسرة والأحباب والأصدقاء. كما أنه تبين في العديد من الدراسات أنّ التمارين معتدلة القوة تعطي نتائج ممتازة على مستوى المزاج والحالة النفسية، ففي دراسة حديثة تبين أن ممارسة تمارين اللياقة البدنية لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة تساعد على تحسين المزاج على المدى القصير، ويقول بعض المتخصصين في اللياقة البدنية إننا عندما نكون مكتئبين، فإن آخر ما نرغب في القيام به هو ممارسة الرياضة، ولكن، علينا أن نتذكر أنّه مهما بلغت درجة توترنا واكتئابنا، فإن ممارسة الرياضة سترفع معنوياتنا، وستحسن حالتنا النفسية أكثر بكثير مما لو بقينا من دون أن نفعل شيئاً، و الرياضة ليست علاجاً بالمعنى الحرفي للكلمة، لكنها تقدّم لنا عوناً كبيراً. كما نصحت الدراسة الغير معتادين على ممارسة الرياضة بالبدء بخطوات صغيرة، فإذا لم نشعر بالحماس الكافي لممارسة الركض، يمكننا ممارسة المشي السريع، وعوضاً عن التمارين السريعة والقوية على الآلات المختلفة في النادي الرياضي، يمكن الالتحاق بصف اليوجا التي تقوي العضلات، ومهما كان نوع التمارين التي نختارها، يستحسن أن نطبق قاعدة الدقائق العشر، فما إن ننفذ جزءاً صغيراً من التمارين (يستغرق عادة 10 دقائق) حتى ينتابنا شعور جيِّد، يزيد من احتمال استمرارنا في ممارسة الرياضة. كما يمكن أيضاً المواظبة على رياضة التنفس بعمق فهي تسهم في التقليل من مشاعر القلق والتوتر وتلغي مشاعر الغضب والاستياء داخلك، فقد أثبتت الدراسات النفسية الحديثة أن التنفس الهادئ وبإيقاع منتظم يؤدي إلى هدوء الأعصاب والاستمتاع بحالة من الاتزان الانفعالي نتيجة التوازن في الحصول على الأوكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون من الجسم.