هزيمة محارب وخروج الأبطال دائماً ما يكون مراً إلا أنه يكون في نفس الوقت مرفوع الرأس متباه بما قدم مسطراً ملاحمه ومعاركه بحروف من ذهب هذا ما كان عليه فريق الكرة الأول بالنادي الأهلي ومن خلال مسيرته الطويلة في دوري أبطال آسيا لهذا الموسم الشاق الذي اتسم بالقيمة الفنية والقوة البدنية العالية وكان التنافس شرساً بين فرق القارة الصفراء سواء من الشرق الأقصى أو الغرب الأقصى لأكبر قارات العالم قارة ( آسيا ) . لم يكن خروج الأهلي مراً من البطولة الآسيوية وأن كان في الرمق الأخير من مشواره قبل ملامسة الذهب الآسيوي ورغم خسارته الفنية في النهائي أمام فريق أولسان هيواندي الكوري الجنوبي المدعم بعاملي الأرض والجمهور وبثلاثية لها أسبابها إلا أنها لا تلغي التفوق الأهلاوي على مدار المشوار نحو معانقة الذهب والمجد القاري .كانت جل العوامل تشير إلى حصول الأهلي على اللقب إلا أن التفاؤل المفرط من قبل بعض النقاد والكتاب والجماهير كان له أثر سلبي على اللاعبين والفريق بالأجمال في يوم الحسم حيث لم يظهر الجميع بمستواه المعهود فصُبت الترشيحات في المقابل تغاضى عن قوة فريق أولسان التي لا تقهر والذي استطاع سحق جميع الفرق التي واجهها في البطولة . مشوار الملكي كان المشوار طويلاً ووقع الفريق في مجموعة حديدية بفرق غرب القارة مع سباهان أصفهان الإيراني والنصر الإماراتي ولخويا القطري وكانت البداية للفريق الأهلاوي غير مشجعة بالخسارة في المباراة الأولى بهدف يتيم على ملعب نادي السد بالعاصمة القطرية الدوحة وعاد لجدة ليخوض ثاني مواجهاته في البطولة وأولى مواجهاته على ملعبه ملعب الأمير عبدالله الفيصل أمام سباهان الإيراني ليتعادل الأهلي على أرضه في الرمق الأخير من عمر المباراة عن طريق فيكتور سيموس من ركلة جزاء ليجمع الأهلي من مباراتين نقطة واحدة ووضح ان وضع الأهلي غير مستقر خلال الجولتين الأولى من البطولة الآسيوية لكن الفريق أنتفض على نفسه مع الجولة الثالثة وكانت انطلاقته من ( دبي ) بعد ما خاض للقائه الثالث أمام النصر الإماراتي ليضرب الأهلي مع الفرح والفوز الآسيوي الأول موعداً بهدفين لهدف ويعود ويكرر الفوز على النصر ولكن هذه المرة بثلاثية في ملعب الأمير عبدالله الفيصل ليصعد الأهلي نقاطه إلى سبعة نقاط لتكون مباراة مع لخويا القطري في جدة حاسمة وحقق الأهلي فيها فوزاً مستحقاً على أثره خطف بطاقة التأهل لتكون المباراة الأخيرة في إيران لتحديد المركز الأول والثاني مع سباهان لحساب المجموعة الثالثة والتي خطفها الفريق الإيراني وحل الأهلي ثانياً برصيد عشرة نقاط لينهي الدور التمهيدي بتأهل مستحق لدور المقبل ويواجه متصدر المجموعة الأولى الجزيرة في عقر داره عاصمته ( أبوظبي ) في دور ستة عشر الحاسم واتجهت بورصة الترشيحات نحو الفريق المضيف المرصع بالنجوم من أصحاب الصفقات الكبيرة ويحتفظ بمهاجم البطولة البرازيلي أولفيرا ولكن ظهرت قلعة الكؤوس بتجلي وبأداء ساحر مبهر في مباراة لا تنسى من حيث قوتها ولعبها بأعصاب الجميع بعدما تعادل الفريقين في الأشواط الأصلية بهدفين لكل فريق وتعادلهم في الاشوط الإضافية بثلاثية لكل فريق ويحسمها الأهلي بركلات الترجيح ويتأهل لدور ربع نهائي وتضعه القرعة في وجه فريق سباهان الإيراني ويتعادل الفريقين في مواجهة الذهاب بأصفهان قبل أن يضرب الأهلي أركان الفريق الإيراني في جدة بالأربعة ويتأهل لدور نصف نهائي ويواجه جاره وغريمة الدود الاتحاد في مباراتين كبيرة خسر الأهلي الأولى بهدف وعاد وضرب الاتحاد في الإياب بهدفين معتز الموسى وفيكتور سيموس الذي نقل الأهلي للنهائي دوري أبطال آسيا أمام أولسان هونداي الكوري الجنوبي في مدينة جيونج . نهائي كوريا كانت الأماني كبيرة والتفاؤل وصل لمراحل متقدمة مما جعل البعض يحسب فيمن سيواجه في مباريات كأس العالم للأندية والتجهيز للاحتفالية بكأس آسيا وكانت الاتصالات التي يجريها أعضاء الشرف بالقنوات الفضائية لليلة المباراة بعيدة كل البعد عن العقلانية ورفعوا سقف التوقعات عالياً لدى الجماهير في المقابل الأهلي كان ينقصه العديد من الأوراق لمواجهة فريق كبير بحجم أولسان الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره فالأهلي الذي يفتقد خدمات اللاعب كامل الموسى وياسر الفهمي للإصابة واللاعب منصور الحربي للإيقاف إضافة لفقدان الفريق للاعب الذي يجيد صناعة اللعب بعد رحيل اللاعب البرازيلي الرائع مارسليو كماتشو والذي لم تحسن الإدارة الأهلاوية معالجة أمر رحيله حيث خذلت جماهيرها في إيجاد البديل المناسب بعد التعاقد مع الأرجنتيني موراليس الذي ظل حبيس دكة البدلاء بجوار مدرب الفريق جاروليم الذي كان له هو الآخر دور كبير في الخسارة التي تلقاها الفريق من أولسان بثلاثية نظيفة في النهائي بعد التشكيلة الخاطئة التي دخل بها المدرب وعلق على ذلك معظم النقاد والمحللين حيث ذكر المحلل الفني بقناة أبوظبي الرياضية خالد الشنيف " لا أعرف من أين جاء المدرب جاروليم باللاعب وليد باخشوين ليلعب به وسط أيمن وألوم عليه تأخره في تبديل اللاعب عبدالرحيم جيزاوي الذي من المفترض أن يلعب به في بداية الشوط الثاني أو على الأقل في العشر الدقائق الأولى من الشوط ولكن لم يغير المدرب إلا بعد الهدف الثاني الذي أنهى كل شيء في المباراة وقتل المباراة تماماً " .وذكر المحلل الفني فيصل أبو اثنين منتقداً المدرب جاروليم للأخطاء التي ارتكبها في النهائي الآسيوي بالقول " جاروليم للأسف بدأ المباراة بتشكيلة خاطئة جداً وتأخر في التغيير حتى دخل الهدف الثاني في الفريق وهناك بعض المدربين يتأخرون في التغيير بشكل غريب ولا تعرف ماذا يريدون أثناء سير المباراة حيث لقي المدرب الأهلاوي انتقادات لاذعة بعد لعبه بطريقة هي الأولى للأهلي في المقابل الفريق يلعب بطريقته وأسمائه المعروف من موسم ونصف. توقيت المعسكر أحد الأسباب أكد على ذلك المحلل الفني بقناة العربية اللاعب الدولي السابق الدكتور تركي العواد الذي ذكر أن اللاعب السعودي لاعب في المقام الأول نفسي ويبدو أن الفريق لم يتم تأهيله نفسياً حيث ظهر مرتبكاً ومضغوطاً طيلة المباراة ولم يظهر اللاعبين بمستواهم المعتاد وقال العواد " أنا لاعب سعودي وأعرف طبيعة اللاعب السعودي جيداً لاعب نفسي في المقام الأول خاصة في مباريات الحسم والنهائيات أكثر من الأمور الفنية " وتابع " أن تذهب الإدارة الأهلاوية لكوريا قبل المباراة بسبعة أيام بهدف التأقلم مع الأجواء أمر طيب ولكن لا ينفع مع اللاعب السعودي الذي يظل في شد وتوتر ويفكر في المباراة كثيراً وهذا ما حدث للاعبي الأهلي سبعة أيام وهم في ضغط نفسي ويفكرون في المباراة حتى أصبحوا مضغوطين نفسياً مما جعلهم لا يظهرون بمستوياتهم المعروفة " . أولسان بلا خسارة آسيوية حصول فريق أولسان هيواندي الكوري الجنوبي على بطولة دوري أبطال آسيا جاء بكل جدارة واستحقاق فالفريق الكوري لعب 12 مباراة لم يخسر أي مباراة حتى استلم الكأس فاز في عشرة مباريات وتعادل في مباراتين وقدم في المباراة النهائية مستويات كبيرة وحقق فوز عريض على منافسة وحقق البطولة فهو فريق يستحق الاحترام مع وصيفه الأهلي الذي استحق بجدارة بعد مشواره الطويل للوصول إلى النهائي الآسيوي ويستحق الأهلي كل الاحترام والتشجيع والتصفيق للاعبيه الذين يعتبر معدل أعمارهم صغير جداً واستطاعوا الوصول للنهائي الآسيوي مما يعطي الأهلي خلال السنوات المقبلة في البطولة القارية حظوظ وثقة أكبر فهؤلاء اللاعبون الصغار والذي كان أميزهم اللاعب مصطفى بصاص (19) عاماً وكذلك اللاعبين وليد باخشوين ومنصور الحربي وعقيل بالغيث واللاعب حيدر آل عامر فالأهلي بدأ يأخذ مقعده الآسيوي الدائم في أقوى بطولات القارة .