عندما يتحدث معك المعماري الفنان د. سامي محسن عنقاوي مؤسس ومدير مركز ابحاث الحج .. تجد أن الرجل لديه الكثير مما يتعلق بمشروعات الحج عرفات - مزدلفة - منى - والجمرات - الطواف - المباني المحيطة بالمسجد الحرام - فقد امضى سنوات طويلة مع فرق العمل للتخطيط للحج وسلامة الحجاج .. حديث "البلاد" مع د. عنقاوي يركز على مشعر منى والطواف والبناء في منى وتوسعة المسجد النبوي . مشعر منى سألت د. عنقاوي عن البناء في منى وتأخره .. قال أنا اطلق عليه "الايواء" ومشكلة الايواء تشمل في منى الخيام والمباني والجبال والوادي وهذه الاشكالية من اربعة عقود والاسلام - يقول د. عنقاوي - دين ودنيا يصلح في كل زمان ومكان ومع تقديري للعملاء الافاضل لكن الامور تتعلق بخطط وهندسة ومشاكل فنية ويجب أن يكون هناك " اجتماع" من الحكماء بحضور أهل الفقه الشرعي والعلم التطبيقي والعمارة والهندسة لمراجعة كل شيء ويتم الحديث من منى - الحج مكةالمكرمة - المدينةالمنورة مشروعاتها وايواء الحاج والاسكان ونقل وحركة الحجاج وكل الجوانب. إيقاف الهدم يقول د. سامي شريطة إيقاف الهدم والازالة في مكةوالمدينة والمشاعر ويجب ان تكون النظرة متكاملة الجوانب لأن كل جزئية تتعلق بالاخرى ويجب ان تكون هناك منظومة لأن الحج نظام من الله بطبوغرافيته وجغرافيته. 40 عاماً يقول د. سامي انا تخصص "حج" والدولة مشكورة دعمت المركز في بدايته وقد عملنا 20 عاما دراسات - ابحاث - تحليل - اجتماعات ولجان و20 عاما تفكيراً وتدبيراً. الملوك والأمراء فقد بدأ المركز في عهد الملك خالد يرحمه الله واهتم بمشروعاته كما اهتم الملك فهد يرحمه الله بأبحاثه ودعمه كثيراً وكان للأمير نايف يرحمه الله الكثير من الدعم والاطلاع وزيارات ابحاث ومشروعات المركز وكذا الامير أحمد بن عبد العزيز الذي لا ننسى دعمه وتشجيعه. مراحل مهمة يقول د. سامي نحتاج 3 مراحل اساسية الاولى مرحلة المعلومات - التحليل - التشخيص - والثانية الرفع للجهة المختصة " مجلس الوزراء " لجنة الحج العليا للموافقة كسياسات ثم يتم التخطيط والتنفيذ. الواقع اليوم لكن مايحصل الان يحضر المقاول والمطور ويعمل النماذج ويتم تقديمها وتتم الموافقة عليها وهذا خطأ والواجب ان يكون التخطيط من منطلق واحد. من السبعينات ويضيف انني عملت على مشروعات " منى" منذ السبعينيات الميلادية مع ثلاثة مهندسين اثنان ألمان وياباني وايضا سويدي لحل مشكلة الاسكان. 35 ألفاً من الأمير يقول عنقاوي الأمير أحمد دفع لي تلك الفترة 35 الف ريال مع صدور تعليماته للجهات الامنية وصاحبة العلاقة لتسهيل ما يحتاجه المركز وأبحاثه .. وكان ذلك قبل بداية المركز. أقسام منى يقول عنقاوي منى تنقسم الى قسمين رئيسيين 50% جبالاً و50% وادياً منسبطاً وفي فترة سابقة كانت مساحة 30% مستخدمة للمواصلات والشوارع و20% اماكن ادارات رسمية وضيافة وغيرها. الحركة في الحج وحول الحركة في الحج قال هناك دراسة تحل مشكلة الحركة في أيام الحج وتقدمت تعتمد على 3 عوامل رئيسية.أولها تشجيع المشي وتطوير النقل الجماعي ومنع السيارات الصغيرة التي تقل عن 21 راكباً من دخول المشاعر لكن ما نفذ ليس ما افترض والمرور قام بالمنع وليس لنا علاقة بهذا الامر والواجب ان تكون 50 من حركة الحجاج بين المشاعر مشي و90% داخل المشاعر مشي. البناء في منى وعاد د. عنقاوي للحديث عن البناء في منى وقال قبل البناء في منى اصلاح مسألة المواصلات وهذا ما أدى للافتراش ولا نمنع " الافتراش" بل نهيئ للافتراش بطرق علمية وصحيحة واستيعاب الناس في منى ويمكن ان يتم ذلك في عام مع إعادة تنظيم الوادي وتهيئة اراضيه. وقد تمت دراسة الجبال التي تمثل 50% من منى وعمل دراسات ويمكن البناء في منى باستعمال المنشآت الهيكلية وتحافظ على بيئة المكان مشيراً الى أن قرار مجلس الوزراء مؤكد على "المحافظة على البيئة الاسلامية والطبيعة للمشاعر ومكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. 6 ملايين حاج وقال د. عنقاوي هذه الدراسة تستوعب على اقل تقدير 6 ملايين حاج مع التشديد وضبط حجاج الداخل. 7 سنوات وقال أنا على استعداد خلال سبع سنوات حل 70% من مشاكل الحج الإسكان - الحركة - الطواف - السعي - الجمرات - النظافة - دورات مياه - تنقية البيئة. الهيكلية واوضح ميزة الطريقة الهيكلية وانها لا تعيق حركة الهواء لان دراسته اثبتت ان المحتوى الميكروبي في المباني والانفاق والجمرات تزيد 21 ضعفاً عن "الخيام" ووضع طريقة لوصول " الشمس" لمنع "الفيروسات التي تنتقل بطريقة الهواء .. لان الوضع الآن غير صحي في ايام الحج. المسجد الحرام والطواف سألت د. عنقاوي عن دراساته عن المسجد الحرام والطواف .. قال هذه دراسة لامثيل لها في دراسة الحركة في العالم وذلك بعد استخدام التصوير الجوي من واقع شهر رمضان والحج وتم تسجيل الاشكاليات والتصوير الزمني على مدار الساعة - ثمانية ايام في رمضان وسبعة ايام الحج شارك فيها 500 طالب من الجامعة وأكثر من 100 أستاذ والان اكثرهم اساتذة كبار ورصدنا حركة الحجاج وكثافتهم في السعي والمداخل ووضعنا لها حلولا. المشروع الجديد وعن اطلاعه على المشروع الجديد للطواف قال اطلعت عليه وهو لا يتفق مع الحلول التي لدينا. الطواف مضاعفة حجم الطواف الآن بدون تطبيق الدراسات يشكل خطرا كبيرا على الطائفين بالقرب من "الكعبة" في الحلقات الداخلية ولن تزيد الكثافة في المسطح الارضي بأكثر من 20%. المداخل واضاف عن الطواف أن عدم تنظيم المداخل والسيولة في الحركة يؤدي إلى مضاعفة الاشكاليات والمفروض أن يبدأ تنظيم الطواف بدءاً من "منى" ومعرفة علاقة الطواف والسعي بالجمرات ووسيلة الوصول إليها ويجب ألا نفكر في الاسيتعاب المساحي بل التفكير في التنظيم الزمني بدءاً من منى مروراً بالطواف والسعي وانشاء هيئة متخصصة لرعاية تنسيق وتنظيم حركة "المشاة" في المشاعر وخاصة الطواف والسعي واستخدام كل الوسائل الحديثة المعنية لذلك. الرواق وقال هناك حل بسيط جداً للرواق الحالي لأن ارتفاعه عن المطاف أقل من متر لو عملنا ميولا متدرجا مع تخصيص ارتفاع المكان الحالي بطرق حديثة خاصة من الجهة " الغربية". خلخلة الزحام واشار د.عنقاوي إلى أن هناك دراسة تشير إلى أهمية وضع تصاميم خاصة تساعد على " خلخلة" الزحام وهي وسيلة "انقاذ" لتخفيف الضغط وهي طريقة فنية تدرس بالكمبيوتر واستخدام النماذج الحاسوبية. مقام إبراهيم وعن مقام إبراهيم قال ليست هناك خطورة من بقاء مقام إبراهيم في مكانه الحالي بل هو عامل مساعد لكسر حدة الازدحام. الدور الثاني والسطح وقال إن الاستغلال الأكبر سيكون في الدور الثاني والسطح باستخدام وسائل ميكانيكية تصمم خصيصاً تخدم الحركة في الدور الثاني والثالث حول المحيط. هدم الرواق وقال عنقاوي إنه لو افترضنا هدم الرواق "العثماني" فإن الزيادة في العدد للطائفين لن تزيد عن 30% وهذا قليل والواجب بقاء الرواق مع تنظيم يعد منطقة امان بأمر الله للناس ويجب أن تركز دراسات الطواف على الدور الثاني والثالث بنسبة كبيرة. تعطيل الطواف وقال عنقاوي دون ان يتم تعطيل الطواف إذا تم البدء من الان في الدراسات يمكن تجربته في رمضان القادم ويستعمل في الحج القادم 1434ه - وبأقل من المبلغ المرصود للمشروع الآن. المدينةالمنورة وعن مشروع توسعة مسجد المدينةالمنورة قال د. عنقاوي يجب أن تكون هناك مراحل للوصول إلى حل يراعي الحركة والسلامة والأمن واهمية المكان وتاريخه ومراعات ما تم من اعمال كبيرة في الماضي وان تراعى التوسعة سهولة الوصول للمسجد طوال اليوم وفي اي وقت عن طريق " الانتشار" وليس التكتل وان يتم لقاء عدد من المعماريين مع العلماء لوضع الأسس والمتطلبات ثم التنفيذ ولايبدأ الحل من خلال "مقاول" او جهة تنفيذية ويمكن المشروع جميع الراغبين في الصلاة في المدينة للصلاة مع المسجد النبوي بوجود الاروقة والمصليات ولذلك العديد من المخططات مع المحافظة على معالم المدينة وتراثها. في مكةالمكرمة وقال يمكن أن يطبق ذلك في مكةالمكرمة بتصميم على هيئة مساحات متدرجة بدون هدم أو ازالة مما يمكن الحجاج والمعتمرين وأهالي مكةالمكرمة من الصلاة مع المسجد الحرام دون الانتقال ويتم التنفيذ بالتدرج على ثلاثة سنوات. طرق معمارية وختم د. عنقاوي أن هناك طرقاً معمارية تخطيطية تساعد على تنفيذ ذلك في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة دون إزالة أو نسف للجبال مع الاحتفاظ على المباني وتداخلها وكذا الاسواق منى ما توفرت الامكانيات المطلوبة وتنفيذ المدينة الذكية. يحتاج الى تخطيط "ذكي" وآلية علمية حاسوبية.وتمنى د. سامي أن يتحقق للمعلومات وتطوير معهد ابحاث الحج إلى هيئة مستغلة وفي مجال التخطيط أن يكون ذلك ضمن المخطط الشامل الذي يجب أن يتم اعداده والتنفيذ أن يكون لامركزي لجان وقال إنه يمكن له نشر أبحاثه بعد أن مضى عليها ثلاثون عاماً. د. سامي عنقاوي من مواليد مكةالمكرمة - معماري دكتوراه في المعمار الحجازي الإسلامي من جامعة لندن 1988م. له فلسفة رائدة في المعمار تتلخص في ضرورة الابداع في انماط العمارة الاسلامية التقليدية واستلهام اغراضها وجمالياتها في قوالب حديثة.وقد قام بترميم وتجديد الكثير من العمارات التاريخية في الحجاز ومن ذلك منزل الشافعي في حي المظلوم في جدة - في مكةالمكرمة حارة الباب منزل تاريخي " ازيل مؤخراً". صالة عرض المنتدى في جدة " المظلوم" المركز الطبي في جدة. اسس مركز ابحاث الحج وترأسه 1975م - 1983م ونفذ المركز العديد من الدراسات المعمارية والهندسية الجيولوجية والجغرافية والانثربولجية والاجتماعية لمكةالمكرمة والحرم والحج .ناشط في مجال المحافظة على الاثار الباقية في الحجاز ومن اشد المعارضين للزوال أو الهدم لآثار مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة.