تسعى مكتبة الملك فهد الوطنية للاندماج بالثقافة العالمية والاستفادة منها على قدر المستطاع، ومن جهود المكتبة في التعاون الثقافي الاتفاقية التي وقعتها مؤخراً مع الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات لترجمة «المتطلبات الوظيفية للسجلات الببليوجرافية التقرير النهائي» إلى اللغة العربية، مما سيضمن لها الدخول بشراكة مع مكتبات دولية لتجريب تطبيق القواعد الجديدة للفهرسة والمعروفة بوصف المصادر وإتاحتها (RDA)، كما سيسجل لها السبق على المستوى العربي في هذا المجال، وستقوم المكتبة بنشره في كتاب مستقل، إضافة إلى إتاحته للتصفح في الموقع الرسمي للاتحاد العالمي مما يضع المكتبة على طريق الوصول للعالمية. ويتعلق مشروع الترجمة بقوانين وإجراءات تسجيل المعلومات الخاصة بأوعية المعلومات والتي من ضمنها الكتب والوثائق والأقراص المضغوطة والمواقع الإلكترونية، وهذا المشروع سيتيح للباحث الوصول إلى معلومات كاملة في بحثه، بالإضافة إلى أن ترجمة المتطلبات والتي يطلق عليها (فربر) تمثل نموذجا تصوريا للعالم الببليوجرافي الذي يشتمل على البيانات التي ترغب المكتبة في إتاحتها للمستفيدين، وذلك من أجل النمو المستمر للنشر والإنتاج الفكري، وهو يمثل البيئة الجديدة للمكتبات والتي بموجبها ستتحول أغلب المكتبات من العمل بقواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية (AACR2) إلى معيار وصف وإتاحة المصادر أو ما يطلق عليه (RDA مما يجعل للمكتبة الريادة في استخدام التقنيات الحديثة في مجال المكتبات وخاصة في الفهرسة والتصنيف وذلك لخدمة البحث العلمي والتيسير على الباحثين ومساعدتهم في إنجاز أبحاثهم بمختلف مجالاتها. وتتمتع مكتبة الملك فهد الوطنية بقيمة عالية على مستوى المملكة اعتباراً لدورها الرائد في توثيق التراث الوطني والإنتاج الثقافي المحلي، كما أنها تمثل أحد أهم المعالم العمرانية لمدينة الرياض ورمزاً للتطور الحضري، وقد أدت المكتبة منذ إنشائها رسالة عظيمة في مجال خدمة الباحثين والدارسين، وأصبح اسمها متداولاً بين المكتبات الكبرى، حيث إنها تضم إلى جانب قاعدة معلومات المملكة العربية السعودية، الأرشيف الوطني للصور الفوتوغرافية، وإدارة التسجيل والترقيم الدولي.