تعتبر الكاتبة رجاء محمد عالم رائدة الأدب التجريبي في المملكة إحدى أهم الكاتبات السعوديات وأشهرهن على الإطلاق، وتنتمي العالم إلى جيل جديد من الروائيات برز مع ظهور الرواية السعودية في النصف الثاني من القرن العشرين، وتتميّز رواياتها برمزية صوفية وفق رؤية كونية مفتوحة، وإليها ينسب الفضل في توثيق البيئة المكية الحجازية في رواياتها، وقد ترجمت بعض أعمالها للعديد من اللغات منها حديثاً رواية «طوق الحمام» التي فازت عنها بجائزة «بوكر» للرواية العربية في العام 2011، مناصفةً مع الكاتب محمد الأشعري عن روايته القوس والفراشة، وذلك في حفل أجري في أبوظبي بدولة الإمارت العربية، وهي المرة الأولى منذ إطلاق البوكر عام 2008 التي تفوز فيها كاتبة بالجائزة، والرواية من إصدارات "المركز الثقافي العربي". كما نالت الرواية التي نقلها إلى اللغة الفرنسية خالد عثمان بالتعاون مع علا مهنّا (دار ستوك) استحسان القارئ، باعتبارها رواية جعلته يغوص في أحياء مكّة وأزقتها التي لا يعرف الكثيرين عنها شيئاً، وهذه الأرض الإسلامية «المقدّسة» هي بطلة الرواية التي وجد فيها القرّاء والنقاد الفرنسيون إجابة للكثير من أسئلتهم، التي تدور في فلك هذا المكان الحافل بالرموز والأسرار، كما وصفت الصحافة الثقافية الفرنسية هذا العمل بأنّه رواية سوداء، تُفتتح على مشهد جثة امرأة في ضاحية لا يُسمح فيها للمرأة بالكشف عن نفسها، لتنطلق من هذا المشهد التراجيدي أحداث تتصاعد، تُدخلنا في قلب المدينة «المُقدّسة» وعوالم سكانها، الداخلية والنفسية. يذكر أن عنوان الرواية مقتبس عن كتاب ابن حزم الأندلسي «طوق الحمامة»، بكل ما تحمله شخصية ابن حزم من تبيان لذلك العصر الذهبي الذي عرفه العرب والمسلمون، حيث كان التعايش بين الأديان والتمازج بين الثقافات سمة أساسية، كما ترجم للكاتبة رواية أخرى بعنوان "خاتم"، نشرتها دار "آكت سود" بمشاركة وزارة التعليم العالي السعودية، ونظم في المناسبة كذلك لقاء حواري جمع الروائية بالجمهور أداره صحافيان، عربي وبلجيكية، وتعتبر هذه الرواية من أكثر مؤلفات رجاء العالم إثارةً للجدل، بحكم تطرقها للبيئة الاجتماعية لمكة المكرمة، المدينة المقدسة لدى المسلمين، وتناولها لما يعرف بالفضاءات المحجوبة في حياة هذه المدينة وتاريخها، مثل عوالمها السفلية، إضافةً إلى موضوع الرواية التي تصارع شخصيتها الرئيسية وهي تختبر امتزاج الذكورة والأنوثة فيها. تجدر الإشارة إلى حصول الكاتبة على بكالوريوس أدب انكليزي من جامعة الملك عبد العزيز في جدّة عام 1983 ولها العديد من المؤلفات المتميزة، منها الرقص على سن الشوكة والموت الأخير للممثل وثقوب في الظهر وغيرها، كما فازت الروائية بالعديد من الجوائز الأخرى، حيث فازت قصتها «أربعة صفر» بميدالية الشرف في مسابقة ابن طفيل التي نظّمها المعهد العربي الإسباني في مدريد عام 1986، ومن أهم الجوائز التي نالتها "العالم" جائزة الإبداع العربي لعام 2007، إلى جانب جائزة «المنتدى الثقافي اللبناني» في فرنسا والتي حملت اسم الناقدة خالدة سعيد، وكانت ثاني كاتب سعودي يحصل على هذه الجائزة بعد أحمد أبو دهمان.