بعد «خاتم» التي صدرت بترجمتها الفرنسية عن دار «أكت سود» العام الماضي، تُرجمت حديثاً رواية ثانية للكاتبة السعودية رجاء عالم «طوق الحمام» التي فازت عنها بجائزة «بوكر» العربية العام 2011. واستُقبلت الرواية التي نقلها إلى اللغة الفرنسية خالد عثمان بالتعاون مع علا مهنّا (دار ستوك) بحفاوة وترحاب باعتبارها رواية قادرة على أن تسوق قارئها إلى أحياء مكّة وأزقتها التي لا يعرف الغريب عنها أكثر من اسمها. هذه الأرض الإسلامية «المقدّسة» هي بطلة الرواية التي وجد فيها القرّاء والنقاد الفرنسيون إجابة عن الكثير من أسئلتهم التي تدور في فلك هذا المكان الحافل بالرموز والأسرار. ووصفت الصحافة الثقافية الفرنسية هذا العمل بأنّه رواية سوداء تُفتتح على مشهد جثة امرأة في ضاحية لا يُسمح فيها للمرأة بالكشف عن نفسها، لتنطلق من هذه المشهدية التراجيدية أحداث تتشابك لتُدخلنا في قلب المدينة «المُقدّسة» وعوالم سكانها، الداخلية والنفسية. أمّا عنوان الرواية الضخمة (768 صفحة) فمقتبس عن كتاب إبن حزم الأندلسي «طوق الحمامة»، الذي تعثر عليه حاضراً في صميم رواية عالم بكلّ ما تحمله شخصية إبن حزم من تمثيل لذاك العصر الذهبي الذي عرفه العرب والإسلام، حيث كان التعايش بين الأديان والتمازج بين حضاراتها سمة أساسية.