أوضح الدكتور عماد وليد شبلاق، استشاري الهندسة القيمية وإدارة المشروعات، أن تعثر المشروعات الحكومية لم يصل حد الظاهرة في المملكة، لاسيما وأن الحجم الكلي للمشاريع المتعثرة مقارنةً بغير المتعثرة قليل للغاية، فبعض الأرقام تشير إلى أن هذه المشاريع تبلغ ما بين ألفين إلى أربعة آلاف مشروع، ووفق بعض الإحصائيات تصل إلى ستة آلاف، وهي أرقام لا تعد مزعجة بالنسبة للمسئولين، إلا أنه يجب التعامل معها بإهتمام ،كي لا تستفحل بشكل أكبر في المستقبل، مشيرًا إلى أنه لا توجد إحصائيات دقيقة وسليمة عن حجم عدد المشاريع المتعثرة في المملكة . وقال شبلاق خلال حواره لبرنامج "مجلسنا" على قناة الاقتصادية السعودية: إن تعثر المشاريع يرجع إلى عدم وضوح الرؤيا، وعدم وجود تخطيط إستراتيجي سليم، سواء كانت مشاريع حكومية أو مشاريع قطاع خاص، أو مشاريع أهلية بين الأفراد، وقد يرجع السبب إلى عوامل فنية أو هندسية في التصميم – مثلاً - أو التنفيذ والعقود، أو بسبب ضعف كفاءة المقاول وفريق عمله المعاون، وتابع أن هناك سياسات عليا إستراتيجية تحقق نجاح المشروع وقت اكتماله عبر تذليل العقبات، مثل مشاريع الحرمين والتي تم إنجازها دون تعثر، بسبب متابعة خادم الحرمين لها بشكل مباشر ومستمر، وكذلك مشاريع جامعة الملكة نورا بالرياض نظراً لإهتمام وزير المالية والمسئولين بها، بينما المشاريع التي نتحدث عنها في الوقت الراهن تندرج في نطاقات معينة، كالري والصرف الصحي وغيرها من المشروعات ذات القيمة الإستراتيجية المتدنية، والتي قد تكون في مناطق متفرقة من المملكة، ، وبما يعني أن الأهداف العامة تعد من أسباب النجاح الرئيسية للمشاريع في المملكة، وقال: إن التعثر يتركز بشكل كبير في قطاع المقاولات، حيث لا توجد منظومة مؤسساتية ترعى حقوق المقاولين وتهتم بالأرشفة والتوثيق ونوعية المشاريع وحجمها، فاليوم يعمل الشخص في هذا القطاع وغداً تجده يعمل في قطاع آخر كالسياحة وهكذا، كما أن المقاولين أنفسهم ليس لديهم إمكانية تحمل المشاريع الكبرى التي أصبحت في ازدياد مستمر، لا يتناسب مع أعداد المقاولين انفسهم، مما ينتج عنه الإخفاق في بعض هذه المشاريع .