أوضح المحلل السياسي الليبي عبد السلام صبري الشريف، أن نجاح حكومة علي زيدان الجديدة يتوقف علي مدى الحيادية في تناول القضايا الليبية وخاصة الملف الأمني ودعا الشريف رئيس الحكومة الليبية الجديدة إلى تفادي الأخطاء التي وقعت عند تشكيل حكومة أبو شاقور، وتوقع استفادته من تجارب السابقين وانتقد الشريف خلال حواره في برنامج ساعة حرة المذاع علي قناة الحرة الفضائية: الالتفاف على الديمقراطية في انتخاب زيدان، وعاب عليه انتقاله من عضوية المؤتمر الوطني إلى السلطة التنفيذية.وأضاف أن فوز زيدان يظهر أن المشهد السياسي الليبي قائم على عدم الثقة المتبادلة بين كل الأطراف السياسية. وأكد الشريف أن الأغلبية الليبية تلهث صوب أجندتها الحزبية، أما الأجندة الوطنية فلا مكان لها، معتبرا أن ما حصل هو محاصصة سياسية بين المستقلين والكتل الأخرى، تحت زعم الديمقراطية كما رأى الشريف أن المؤتمر الوطني الليبي ليس فيه أحزاب لها مشروع وفكر واضح، وبين أن التصويت على زيدان تظهر حالة تآمر بين الأطراف السياسية من أجل صفقات، رافضا بشكل قاطع الحديث عن رئيس توافقي في غرف مظلمة. وشدد الشريف على أن أكبر حزبين في البرلمان، وهما تحالف القوى الوطنية، الذى يضم مجموعة من رجال الأعمال الموالين للغرب وخليط من الليبراليين العلمانيين والإسلاميين المعتدلين، والذي احرز نتائج مبهرة في انتخابات يوليو الماضى، وحزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان المسلمين، الذى حل ثانيا فى الانتخابات، لم يتقدما بمرشحين بارزين، رغم أن زعيم تحالف القوى الوطنية محمود جبريل الذي خسر امام أبو شاقور في معركة انتخاب رئيس الوزراء الاولى بفارق ضئيل، كانت لديه النية لخوض غمار التجربة مرة اخرى، بيد أن الكثير من الخصوم يوجه له سهام النقد لعلاقاته مع الديكتاتور الراحل معمر القذافي وهو ما جعله يتراجع في نهاية المطاف .