يحاول شباب المملكة مواجهة البطالة بطرقهم الخاصة بعيداً عن البحث في الوظائف الحكومية، وفي ظل عدم وجود مصدر دخل ثابت حتى وإن كانت المهنة التي يمارسونها تعرضهم لمشاكل قانونية ومجتمعية مثل مهنة (الكدادة) التي يلجأ الشباب من خلالها إلى العمل في مهنة توصيل الركاب خاصة القادمين من المطارات بسياراتهم الخاصة، واصطلح عليها اسم (الكدادة) لأنها مشتقة من الكد والتعب. والكدادة مهنة قديمة اعتاد الشباب على ممارستها أثناء العطلات المدرسية والجامعية وتنتشر خاصة في المواسم مثل رمضان والأعياد والحج والعمرة، ويجد الكثير من شباب المدن السعودية الكبرى فيها وسيلة مثالية لكسب العيش وادخار مبالغ معقولة حتى الانتهاء من الدراسة أو الحصول على وظيفة تدر عليهم دخلاً ثابتاً. وتعد هذه المهنة منافساً قوياً لشركات النقل وسيارات الليموزين لأن الناس عادة ما يفضلون الركود مع الكداد لعدة أسباب أهمها أنه أعرف بمداخل ومخارج المدن والطرق المختصرة خاصة مع ازدحام المدن الكبرى بالمملكة، كما أن البعض يقدم على الاستعانة به لمساعدته وتشجيعه، بالإضافة إلى رمزية الأسعار التي يتقاضونها على العكس من سائقي النقل الأجرة الذين يشترطون مبالغ معينة لتوفير الأجرة اليومية المطلوبة منهم. وتقف الكدادة عائقاً أمام سائقي الأجرة المرخص لهم، إذ أن "الكداد" يرى استحالة امتلاك سيارة أجرة والحصول على التراخيص بشكل سريع؛ الأمر الذي يدفعهم إلى استخدام سياراتهم الخاصة في النقل والتوصيل، وآخرون يفضلون الالتزام بالنظام لكنهم لا يرون في ذلك جدوى تذكر، حيث إن سائقي النقل الخصوصي يضايقونهم في أماكن تواجدهم بل ويتميزون عنهم بعدم حمل التبعات التي تترتب على سائق النقل العام المرخص له. وقد بدأت هذه المهنة في المملكة في المطارات والسيارات التي تنقل الركاب بين المدن الكبرى إلا أنه مع زيادة أعداد المشتغلين بها توسعت المهنة لتشمل نقل الركاب داخل المدن وعادة ما يكون الزبائن من المغتربين وبعض المواطنين وخاصة السيدات اللاتي لا يمتلكن سائقاً خاصاً ويستخدم الشباب في هذه المهنة بسياراتهم الخاصة أو عن طريق استئجار سيارات والعمل عليها. وعلى الرغم من أن هؤلاء الشباب الذين يمتهنون تلك المهنة ينظر لهم القانون على أنهم مجموعة من الأشخاص غير المرخصين الذين يخترقون الأنظمة المتعلقة بممارسة مهنة نقل الركاب، وأنهم دخلاء على هذه المهنة والنشاط الذي يشترط الحصول على التراخيص اللازمة لممارساته أسوة بالمهن الأخرى، وأن منحهم رخصة لممارسة مهنة نقل الركاب سيضر بها، إلا أنهم يضطرون إلى العمل بها من أجل سد حاجاتهم وكسب عيشهم في ظل بطالة مازالت تنتشر، ولكن يظل النظام عائقاً يقف أمامهم. ويبقى السؤال الذي يريد الجميع الوصول إلى إجابة له، هل سيكون لهؤلاء الشباب نظام خاص بهم حتى يخرجوا من نطاق مخالفة النظام خاصة وأنهم يسعون إلى بناء مستقبلهم؟ وهل سيكون هناك نظام خاص بهم حتى يستطيعوا تحقيق أبسط أحلامهم؟