يبدأ بعد موسم الحج بإذن الله تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة الحرم النبوي الشريف والذي رعى- حفظه الله - حفل وضع حجر الأساس له مساء امس الأول الاثنين ، ويتضمن المشروع توسعة الحرم النبوي من الجهة الشمالية والشرقية والغربية للحرم. ويبلغ عدد العقارات المتوقع إزالتها لصالح المشروع 100 عقار تتوزع على الجهتين الشرقية والغربية، ويبلغ إجمالي التعويض عن مساحة تقدر بنحو 12.5 هكتار بنحو 25 مليار ريال , وستكون التوسعة الجديدة إضافة كبيرة، مما يجعلها تستوعب أعدادا هائلة من مرتادي المسجد النبوي الشريف خاصة في وقت الذروة في مواسم الحج والعمرة وستساعد هذه التوسعة الأعداد الهائلة من المصلين لأداء صلواتهم بيسر وسهولة وراحة واطمئنان خاصة وأن عدد الزوار القادمين للمدينة المنورة يبلغ نحو عشرة ملايين زائر سنويا. منظومة من المشاريع العملاقة وكان معالي الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف وزير المالية قد أعلن في شهر شعبان الماضي أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أصدر أمره بتنفيذ توسعة كبرى للحرم النبوي الشريف في المدينةالمنورة امتداداً لحرصه أيده الله وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، التي كانت آخرها تنفيذ أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام في مكةالمكرمة، مما سيؤدي بحول الله وتوفيقه إلى تقديم خدمة جليلة لزوار مسجد رسول الله صلى عليه وسلم. وأوضح أن مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوسعة الحرم النبوي الشريف سينفذ على ثلاث مراحل، تتسع المرحلة الأولى منها لما يتجاوز 800,000ثمانمائة ألف مصل، كما سيتم في المرحلتين الثانية والثالثة توسعة الساحتين الشرقية والغربية للحرم، بحيث تستوعب 800,000ثمانمائة ألف مصل ، وأضاف أن هذه التوسعة تأتي مكملة للمشاريع الأخرى التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين بهدف التيسير على الحجاج والمعتمرين وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها على وجه الخصوص التوسعة الحالية للمسجد الحرام والمسعى وجسر الجمرات ومشروع إعمار مكةالمكرمة وقطار الحرمين وبوابة مكةالمكرمة "مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة ودعا وزير المالية الله عز وجل أن يجعل هذه الجهود والمشاريع في موازين أعمال خادم الحرمين الشريفين وأن يوفقه لكل ما فيه خدمة الإسلام والمسلمين. المخطط الشامل وقد تم وضع مخطط شامل يتضمن تخفيف الضغوط المتزايدة برفع الطاقة الاستيعابية من المصلين من الوضع القائم البالغ 550 ألفا إلى الوضع المستقبلي البالغ 780 ألف شخص، للتوسعات المقبولة بالفعل لساحتي الحرم الشرقية والغربية، مع مراعاة استيعاب تدفقات حركة المشاة التي تتطلب توسعات أخرى في إطار تخطيط أكثر تفصيلا، ويتعين تنسيق هذه التوسعة مع طراز البناء الحضاري المحيط لضمان أن التوسعة تعمل على تحسين تدفقات المشاة داخل المنطقة المركزية وتتناغم عمرانيا مع ما حولها ,وتتضمن التوسعة المقترحة تطوير المباني المحيطة بها المعروفة باسم الرواق وتوسعتها، مترابطة في ذلك مع المناخة التاريخية وسيوفر الرواق عتبة تواصل وظيفي وعمراني بين المدينة والمسجد الشريف، وتحسين الخدمات، وزيادة ساحة المصلى. تحسين الساحات ووفق استراتيجية المشروع ستجري تحسينات للساحات العامة والساحة الاجتماعية حول المسجد الشريف، إضافة للعمل لدعم دورها كقلب مدني وروحاني للمدينة قصير الأجل، كما تتضمن الاستراتيجية توصية بتحويل الملكيات المطلوبة للتوسعة إلى الملكية العامة، وإعداد مخطط معماري تفصيلي للتوسعة في ضوء الإرشادات العامة المتضمنة في المخطط الشامل حول هذا الشأن. مظلات المسجد النبوي ويعتبر مشروع مظلات المسجد النبوي من المشاريع العملاقة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين وطلب تصنيعها وتركيبها على أعمدة ساحات المسجد النبوي الشريف ويصل عددها إلى 182 مظلة، وذلك عقب زيارته للمدينة المنورة إثر تسلمه مقاليد الحكم، ثم أمر بإضافة 68 مظلة في الساحات الشرقية وستغطي هذه المظلات مساحة 143 ألف متر مربع من الساحات المحيطة بالمسجد النبوي من جهاته الأربع يصلي تحت الواحدة منها ما يزيد على 800 مصل، يضاف إلى ذلك تظليل ستة مسارات في الجهة الجنوبية يسير تحتها الزوار والمصلون وهذه المظلات صنعت خصيصا لساحات المسجد النبوي على أحدث تقنية وبأعلى ما يمكن من الجودة والإتقان، وقد خضعت لتجارب في بلد التصنيع وأُستفيد من التجربة في المظلات التي قبلها التي تعمل بحمد الله بكفاءة جيدة منذ أن انتهت التوسعة ومع ذلك فإن المظلات الجديدة قد طورت ودخل عليها تحسينات في شكلها ومادتها ومساحتها، وقد صممت بارتفاعين مختلفين بحيث تعلو الواحدة الأخرى على شكل مجموعات لتكون متداخلة فيما بينها يبلغ ارتفاع الواحدة 14 مترا و40 سنتميترا، والأخرى ارتفاع 15 مترا و30 سنتميترا ويتساوى ارتفاع جميع المظلات في حالة الإغلاق بارتفاع 21 مترا و70 سنتميترا. وهذه المظلات يصلي تحتها المصلون وتقيهم حرارة الشمس أثناء الصلاة كما تحجب عنهم الماء إذا نزل المطر فيسلمون من مخاطر الانزلاق والسقوط ويحصل لهم الأمان والاطمئنان في ذهابهم وإيابهم إلى المسجد النبوي. ولمواجهة حرارة الصيف تم تركيب 436 مروحة رذاذ للتبريد على المصلين و250 مروحة، ويعمل أكثر من 1300 موظف وموظفة من الرسميين والمؤقتين لتقديم الخدمات لزوار المسجد النبوي الشريف على مدى 24 ساعة، واستقبالهم على مدار الساعة، بداية من الساحات الخاصة بالمسجد النبوي وملاحظة نظافتها باستمرار وتظليلها بفتح 250 مظلة وقاية للمشاة، وكذلك المصلين أثناء الصلاة وعدم دخول أي شيء يؤثر عليهم، وكذلك بقاء الممرات الداخلية مفتوحة لدخول المصلين للأماكن الخالية داخل المسجد النبوي، وفرش المسجد النبوي والسطح وأجزاء من الساحات بواقع 10 آلاف سجادة ومدة، توفير الصوت والإضاءة وتكييف ما يقارب 100 ألف متر مربع.