مع قدوم الدراسة من جديد، بدأت تظهر المشكلات والخلافات مابين الأهل والأبناء حول إمكانية الذهاب إلى أصدقائهم لحل الواجبات المدرسية والمذاكرة، فهناك مفهوم سائد منذ القدم لدى الآباء بأن الصداقة لابد أن تحدث فقط أثناء الإجازات وأوقات الفراغ للدردشة والترويح عن النفس، وتكون مذاكرة الأصدقاء مع بعضهم البعض مرفوضة عند كثير منهم باعتبارها مضيعة لوقت الطالب، بالرغم من أن العديد من الخبراء أكدوا على أن مذاكرة الرفاق مع بعضهم البعض تكون مفيدة إذا توفرت الأسس العلمية لذلك، حيث غن الأصدقاء شيء مهم في حياة الإنسان، خاصة الذين يحفزون بعضهم البعض على التفوق والتميز، ولكن الآباء دائماً ما يؤكدون على أن المذاكرة الجماعية لا تفيد أبداً، فالوقت يضيع في الثرثرة وتذكر ما حدث في المدرسة. وينصح أغلب الأخصائيين النفسيين بأنه يجب عندما تجتمع الصديقات للاستذكار ألا يتطور الأمر إلى الحديث عن الموضة وعن قص الشعر وحكايات الصديقات مما يؤدي إلى ضياع الوقت وعدم الاستفادة منه، بل يجب وضع هدف أثناء الذهاب إلى الأصدقاء للاستذكار كأن يضع الطلاب جدولاً للمذاكرة لابد من الالتزام به، ويجب أيضاً أن يكون هذا الجدول به فترة من الراحة حتى يكون جو المذاكرة واقعياً ويسمح بتجاذب أطراف الحديث، ثم العودة مرة أخرى لتنفيذ الجدول. ويقترح أن يكون الحد الأدنى للمجموعة أربعة أفراد، أو ستة على الأكثر، حتى يتمكن كل فرد من المشاركة كيفما يريد مع مضاعفة المعرفة والحكمة الجماعية للمجموعة. ونصح الخبراء بضرورة اختيار طلاب بنفس درجة الذكاء والالتزام والجدية، إذ أن هذا من شأنه أن يشجع على الاستمرار ويثير روح التحدي بين الطلاب بعضهم البعض. كما يجب أن يعترف الطلاب بأن مزايا المذاكرة الفردية تعادل مزايا المذاكرة الجماعية وقد تفوقها في بعض الأحيان، لذا يجب أن تكون هناك فرصة يختلي فيها كل طالب بنفسه لكى يذاكر بالطريقة التى تحلو له، ولتكن المذاكرة الجماعية يوماً واحداً في نهاية الأسبوع كنوع من المراجعة لما تم مذاكرته طوال الأسبوع، فهذه الطريقة أثبتت فاعليتها علمياً في تثبيت المعلومة والتغلب على بعض الصعوبات. وقال الخبراء إنه من الضروري أن يكون كل طالب أميناً مع نفسه ومع أصدقائه؛ فالمذاكرة الجماعية هدفها تبادل الآراء وتثبيت المعلومة والمنافسة، لذا إذا شعر الطالب أن اجتماعه مع أصدقائه للمذاكرة ما هو إلا مضيعة للوقت وأنهم لا يستطيعون تنفيذ الجدول المحدد فمن الأفضل الاعتذار عن المذاكرة الجماعية. ويجب أيضاً دراسة تعيين رئيس للمجموعة (بالتبادل أسبوعياً) وتكون مسئوليته المحافظة على انضباط الجميع، وتسوية النزاعات قبل أن تفسد المجموعة، كما يجب أيضاً إعداد امتحانات مفاجئة أو امتحانات نصف العام أو نهائية طبقاً للحاجة، وذلك لاختبار إجادة الطلاب الآخرين، ولا حاجة للقول بأنه لابد لجميع الطلبة من حضور جميع المواد، وتدوين ملاحظاتهم وقراءة ما يطلب منهم وعمل ما يكلفون به من واجبات. ويجب أن تكون أوقات الاجتماع والواجبات رسمية وصارمة، ويجب التفكير في وضع قواعد سلوكية صارمة والاستغناء عن كل من يخالف تلك القواعد والتعليمات، والأفضل أن تتخلص من الطلبة غير الجادين منذ البداية، ولا حاجة لك بشخص يريد أن يعمل أقل قدر ممكن ويأمل أن يستغل عملك الجاد.