طالبت إمارة منطقة المدينةالمنورة ومجلس الشورى تدخل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لوقف أكبر كارثة بيئية شهدتها ومازالت تشهدها المنطقة، وهي قضية تلوث محافظة مهد الذهب والتي كانت المحكمة الإدارية قد استقبلتها منذ عامين وتقدم بها أكثر من 20 ألف مواطن من سكان المدينة يطالبون بإيقاف التلوث وتعويض السكان، بعد أن تسبب المنجم في تلوث المحافظة إثر مخالفة الشركة المشغلة للمنجم النظام البيئي السعودي، إلا أنه تم تأجيل القضية لأكثر من عشر جلسات. وقد كانت جامعة الملك سعود أولى الجهات التي اكتشفت تلوث المحافظة في دراسة أجراها الدكتور عبد الله الفراج عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود بالرياض كشفت تلوث التربة المحيطة بمنجم محافظة مهد الذهب أكبر منجم للمعادن النفيسة في الشرق الأوسط، والتي أكدت أن تلوث التربة في المحافظة بالمواد الثقيلة السامة المضرة بالبيئة هو نتيجة لتطاير الغبار من المنجم لمنازل المواطنين في محيط لا يتعدى عشرة أمتار عن المنجم. وأتت تلك الدراسة بعد التطور السريع الذي شهدته قضية تلوث التربة، حيث أثبتت دراسة قامت بها جامعة الملك عبد العزيز أن تربة مهد الذهب متلوثة نتيجة أعمال المنجم القريب منها، كما أعدت جامعة الملك سعود في الرياض تقريرا مفصلا عن دراسة أجرتها يوضح وجود تلوث في التربية المحيطة بمنجم مهد الذهب بعدد من العناصر الثقيلة وبمعدلات عالية، التي تسبب أضرارا على صحة السكان في المحافظة بحكم قرب المنجم منها وكذلك الحيوان والنبات، وهو ما تعاملت معه إمارة المدينةالمنورة بجدية، حيث قام الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة بتشكيل لجنة بهذا الخصوص قامت بالاطلاع على الدراستين المقدمتين وزارت موقع منجم مهد الذهب، وأعدت اللجنة تقريراً اشتمل على عدة توصيات تم التوجيه بتفعيلها حفاظاً على البيئة وسكان مهد الذهب. كما طالب الأمير عبد العزيز بن ماجد الشركة العاملة بتطبيق الاشتراطات الواردة بالنظام العام للبيئة وتعجيل الانتهاء من دراستها لتقييم الأثر البيئي للمنجم (EIA)، ودعا مجلس الشورى بالمملكة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لتنفيذ برامج إعلامية توعوية فاعلة لرفع وعي المواطنين بشأن المخاطر البيئية المحيطة بهم والطوارئ المناخية المرتقبة ومتابعة تنفيذ توصية المجلس التي تنص على ضرورة إيجاد وسائل علمية آمنة بيئياً للتخلص من المخلفات الصناعية في محافظة مهد الذهب. أما عن معاناة سكان المحافظة فقد كشف تقرير علمي حديث أن سكان محافظة مهد الذهب معرضون للإصابة بالفشل الكلوي أكثر من غيرهم بسبب تلوث المنطقة، وأكد التقرير أن نسبة الفشل الكلوي في مهد الذهب وصلت إلى ما يزيد على ضعف المتوسط في المملكة وفاقت المتوسط في المنطقة الغربية بما يقارب 90%، الأمر الذي دعا أهل المنطقة إلى طرح مشكلتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وإنشاء صفحة على "تويتر" تحت عنوان كارثة تلوث مهد الذهب للحديث عن المخاطر التي تتعرض لها المنطقة مؤكدين على ضرورة تطبيق الدراسة الكندية التي أوصت بضرورة عزل المنجم عن المدينة ببناء جدار أو جبل صناعي.