تعاني شركات البترول في المملكة وفي دول الخليج بوجه عام من هوس القرصنة الذي يهددها بعد وقوع أكثر من حادثة، مما دفع العديد منها إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية شبكتها الإلكترونية من الاختراق. واستعانت بعض الشركات السعودية الكبرى، بشركات متخصّصة في أمن المعلومات من داخل المملكة وخارجها، لإنشاء أنظمة حماية على شبكاتها الإلكترونية. وزار فريق شركة أمن معلومات أمريكية أربعة شركات سعودية تعمل في قطاع الطاقة والصناعات البتروكيماوية لعرض أنظمة الحماية الأكثر تطوراً في مجال أمن المعلومات لتأمين شبكات هذه الشركات من الاختراق. كما استثنت بعض الشركات السعودية طواقمها الفنية وموظفي أقسام تقنية المعلومات من الدخول في الاجتماعات مع الشركات المتخصّصة لحين صدور قرارات تتعلق بإمكانية الاستعانة بخدمات فرق فنية من خارج الشركات لتطوير الشبكات وخوفا من تسرب خطط هذه الشركات. وفي سياق متصل، أكدت الشركة السعودية للكهرباء على قيامها بتغيير أجهزة الكمبيوتر والسيرفرات الخاصة بها من فترة لأخرى في إطار خططها التوسعية أو نتيجةً لوجود أحمال زائدة على الأجهزة والسيرفرات مما يتطلب التغيير أو التدعيم لضمان جودة التشغيل. ونفت أن يكون السبب وراء ذلك تعرضها لهجوم إلكتروني على شبكتها كما انتشر في بعض الوسائل الإعلامية خلال الفترة السابقة. ومن الجدير بالذكر أن العديد من الشركات داخل المملكة وفي معظم دول الخليج العربي تعاني من هوس القرصنة الإلكترونية الذي تعرضت له جهات حكومية في وقت سابق على شبكاتها الإلكترونية؛ الأمر الذي تسبب في فقدانها العديد من المعلومات، حيث اخترق مجموعة من الهاكرز النظام الإلكتروني لأرامكو السعودية، وتضرر بسببه ثلاثون ألف جهاز حاسب آلي، كما فقدت أمانة الشرقية بعض البيانات المهمة نتيجة اختراق نظامها من قِبل جماعات غير معروفة. وعلى صعيد دول الخليج تعرضت أنظمة الحاسب الآلي لشركة "راس غاز" القطرية لهجوم إلكتروني مؤخرا. وجاءت الهجمات بعد أن حذر خبراء من احتمال استهداف قراصنة لقطاع الطاقة والبترول، وأجبر الهجوم الإلكتروني الشركة، التي تتخذ قطر مقرا لها، إلى إغلاق موقعها على شبكة الإنترنت ونظام الرسائل الإلكترونية. ولكن رغم هذا الهجوم لم يتأثر إنتاج الشركة من الغاز حيث لجأت إلى إغلاق خدماتها الإلكترونية حتى يتم التعامل مع الفيروس الذي تم تصميمه لمهاجمة شركات البترول وتم التحذير من فيروسي "شامون" و"ديستراك" المصممين لهذا الغرض، لأنهما لا يقومان بسرقة البيانات فحسب، بل بمسحها نهائيا و "بلا رجعة" وتنتقل بين الأجهزة التي ترتبط بشبكات داخلية مما ينجم عنه خسائر فادحة.