هناك نساء كثيرات يراودهن قلق مستمر بسبب التقدم في العمر؛ انطلاقاً من الاعتقاد بأن المرأة تكبر وتبدو عليها آثار التقدم في العمر بشكل أسرع من الرجل, فالمرأة تخاف أيضاً من نظرة المجتمع لعمر النساء، وتعتقد أنها بعد تجاوز سن معين لن تجد شريكاً للزواج, فحين تتقدم الفتاة في العمر تواجه تيارات من الضغوط النفسية والاجتماعية، ومع كل سنة تمضي في الانتظار، تزداد تلك الضغوط أكثر فأكثر. فالحاجة النفسية للاستقرار، والرغبة في الأمومة، والشعور بالحاجة للحنان والاحتواء تمثل ضغوطا نفسية ليست سهلة. وفي دراسة لكلية العلوم الإنسانية في جامعة مكنزي، في مدينة ساو باولو البرازيلية، تبين أن هناك نساء كثيرات يقررن الزواج، وهن في سن مبكرة قبل الحصول على شهادات دراسية عليا بسبب تفكيرهن وموقفهن من الحياة. وبحسب نتائج الدراسة فإن هذا التفكير قد يبدو منطقياً للبعض، وغير منطقي للبعض الآخر. وحددت عدة أسباب لذلك على النحو التالي: هروب أشارت الدراسة إلى أن الزواج بالنسبة لبعض النساء يعتبر هروباً من المشاكل الواقعية التي يواجهنها، ومن هذه المشاكل سوء المعاملة التي تتلقاها من الوالدين أو الإخوة أو الدخول بشكل مفاجئ في عاطفة غرامية تبعدها عن الواقع بشكل تام، وتصبح فكرة الزواج هاجسًا يراودها؛ للدخول في واقع جديد. حنان مفقود بعض العائلات تعامل بناتها بشكل سيئ وبعيداً عن أي عاطفة حنان، فتفكر الفتاة التي تعيش في مثل هذه البيئة في الزواج بشكل سريع للاعتقاد أن الزوج يستطيع إعطاءها الحنان المفقود، ويمكن أن تنطبق هذه النقطة على الفتاة التي حرمت من عاطفة الأبوة أو الأمومة بسبب وفاة أحدهما. مواجهة الحياة أكدت الدراسة أن هذا السبب يعتبر الأخطر على الإطلاق؛ لأنه يعني ضعف المرأة في مواجهة الحياة، وخوفها من الفشل في الدراسة والمهنة، فتفكر في الزواج كهروب من هذه المواجهة، وقد تعني هذه النقطة الكسل والخمول والتعب من الدراسة، ومسيرة تأسيس مستقبل خاص بها. البقاء وحيدة الغالبية العظمى من النساء يخشين من البقاء وحيدات في الحياة إن لم يجدن شركاء لهن للزواج بأسرع ما يمكن. وقالت الدراسة: إن هذا السبب مرتبط إلى حد كبير بالخوف من التقدم في العمر وفوات الأوان. والخوف من البقاء في وحدة يراود النساء بشكل أسرع من الرجال؛ لأن نظرة المجتمع للرجل لا تعتمد على العمر. تأثير الآخرين إن المرأة تتأثر بأقوال الآخرين، وبخاصة إذا كانت متعلقة بالزواج. فإذا وجدت الفتاة أن صديقاتها يتزوجن من حولها، فإن تأثير ذلك يبدو عليها بشكل سريع، فتفكر باللحاق بقطار الزواج قبل أن يفوتها. وأضافت الدراسة: «هناك فتيات صغيرات لا يفهمن حتى معنى الزواج؛ ولكنهن يندفعن نحوه تحت تأثير الآخرين». التحدي عن هذه النقطة أشارت الدراسة إلى أن الزواج يعتبر بالنسبة لبعض الفتيات تحدياً يردن الدخول فيه بسبب حبهن للمغامرة. والمؤكد أن زواج الفتاة الصغيرة من أجل التحدي يعتبر من الدوافع الرئيسة لحدوث الطلاق، وتشكل عقدة نفسية لديها عندما يخيب أملها بالرجل الذي اعتقدت أنه سيكون طرفا سهلا في التحدي.