فقدت طائرة الكونكورد فوق الصوتية ثقة المسافرين بعد تحطم إحداها في مطلع الألفية الثانية مما أدى إلى وقوع أكثر من مائة من القتلى، بالإضافة إلى ما نتج عنها من مشكلات عديدة أدت كذلك إلى عزوف شركات الطيران عن اقتناء هذا النوع من الطائرات وخروجها من الخدمة. ورغم ذلك يسعى المختصون في شركة بوينج إلى إجراء العديد من التجارب لإعادة تصنيع طائرات تجارية جديدة مزودة بسرعات فائقة تتخطى سرعة الصوت. ورغم التحذيرات التي أكدت على أن الطائرات شديدة السرعة مثل الكونكورد تمثل خطراً كبيراً على حياة الركاب، إلا أن خبراء الطائرات يعملون جاهدين لتطوير الطائرات وتزويدها بتقنيات حديثة تزيد من سرعتها وتتلافى السلبيات التي من الممكن أن يعاني منها مستخدمو هذا النوع من الطائرات، ومن المحتمل أن تتوافر هذه الطائرات في عام 2020، ويسعى خبراء تكنولوجيا الطائرات إلى إجراء التعديلات اللازمة في الطائرات وأهمها الحد من الضوضاء التي تصدرها هذه الطائرات، بالإضافة إلى العمل على توفير الكميات الكبيرة من الوقود التي تحتاجها هذه الطائرات لتجنب التكلفة العالية للسفر على هذه الطائرات. والطائرة الكونكورد هي طائرة أسرع من الصوت، وكانت أكثر نجاحاً من التوبوليف (تي يو 144 (وهي الطائرة الأخرى الفائقة لسرعة الصوت التي كانت تستخدم تجارياً لنقل الركاب، وكانت الطائرة الكونكورد تحطم زجاج المطارات وتهشم مدرجاتها نظراً لسرعتها الفائقة، ولكنها أصبحت الآن تُعرض في معارض الطيران أمام آلاف من الفرنسيين، لتصبح أثراً، وكانت شركة إير فرانس المملوكة للخطوط الجوية الفرنسية قد قررت إيقاف رحلات طائرات الكونكورد في الحادي والثلاثين من مايو2003 بسبب ارتفاع تكاليف تشغيلها وتراجع الطلب عليها، وكانت الكونكورد تقوم بخمس رحلات أسبوعية بين باريس ونيويورك في سرعة قياسية تقل عن 4 ساعات عن الطائرات التقليدية.