تشهد مدينة جدة على غرار كافة المناطق في المملكة سلسلة من الفعاليات الصيفية المماثلة والنشاطات الرمضانية المتنوعة من خلال "مهرجان صيف جدة"، والذي انطلق مؤخراً تحت شعار "بساط الريح" تحت رعاية كريمة من حرم خادم الحرمين الشريفين صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت طراد الشعلان، افتتح المهرجان أبوابه بالتزامن مع بدء النشاطات الرمضانية الخاصة بالشهر الفضيل في مركز جدة الدولي للمعارض والمؤتمرات. وتعكس هذه المهرجانات دور السياحة المحلية باعتبارها قطاعا حيويا رائدا وركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد السعودي, وتلعب المهرجانات دوراً رئيسياً في الارتقاء بالقطاع السياحي وزيادة معدلات الإشغال الفندقي. وبالمقابل، تساهم معظم شركات السياحة والسفر بفاعلية في دعم مسيرة نمو القطاع وتنشيط السوق المحلية من خلال تقديم سلسلة من الخدمات الجاذبة والعروض الخاصة بشهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد. وتتمتع المملكة بالعديد من الفعاليات والنشاطات الرمضانية الجاذبة التي تتيح للسياح فرصة الاستمتاع بتجربة شخصية مميزة وغنية خلال الشهر الفضيل. وبالنظر إلى التعداد السكاني الكبير للجاليات الوافدة في السعودية، وخصوصاً في المدن الكبيرة، تحفل النشاطات الصيفية والرمضانية في المملكة بأشكال مختلفة من التقاليد والعادات الثقافية الغنية. وتوفر المملكة فرصة مثالية للتمتع بتجربة رمضانية فريدة لما تتمتع به من تنوع وتميز خلال الشهر الفضيل الذي يشهد نشاطات مختلفة؛ مثل قيام الشبان بتوزيع علب صغيرة من الطعام على إشارات المرور لأولئك الذين تأخروا على موعد الإفطار، وإقامة صلوات التراويح وراء الأئمة مع تلاوات قرآنية بأصوات مميزة، وافتتاح الخيم الرمضانية بجوار المساجد التي توزع وجبات مجانية على الصائمين، وفرصة أداء العمرة وغيرها الكثير, ومع كل التنوع والغنى الثقافي والحضاري والتراثي والديني، توفر المملكة للزائرين والسياح تجربة غنية وذكريات لا تُنسى خلال شهر رمضان المبارك. ويرى الخبراء أن مهرجان جدة عبر نسخه المختلفة قدّم خدمات جليلة للمستثمرين في المجال السياحي والتجاري في المدينة، حيث استطاع المستثمرون اكتساب خبرات وأفكار لتطوير أعمالهم، بعد معرفتهم بطبيعة الزائر ومتطلباته ووقت الذروة وغيرها من الأمور، مؤكدين أن أهم التحديات أمامهم هي "الموسمية" التي لا تزال تحاصرهم ويسعون إلى الخروج منها عبر تبني أفكار وأنشطة بعضها تمت إقامتها خلال مواسم المهرجانات فقط. وشددوا على أهمية تكامل الأدوار بين الجهات المسؤولة والمستثمرين في القطاع السياحي لتفعيل الأجندة السياحية، ومن بينها إيجاد سياحة مستدامة كما هو متبع في بعض الدول التي لها تاريخ وشهرة في العمل السياحي .