تقع منطقة عسيرجنوب غربي المملكة العربية السعودية وحاضرتها مدينة (أبها) ، وتفيد الدلائل الأثرية والتاريخية بأن هناك حضارات كانت قائمة في هذه المنطقة إذ كشفت بعثات المسح الأثري والتنقيب عن عشرات المواقع الأثرية تعود لعصور متعددة ابتداءً من العصور الحجرية وحتى العصور الإسلامية المتأخرة، إضافة لكون المنطقة تزخر بمواقع الرسوم والنقوش الصخرية القديمة. وتتميز منطقة عسير بطابعها المعماري الذي يلاحظ في الأبراج والحصون والمباني التقليدية المنتشرة في أرجاء المنطقة , وتشمل المنطقة على مجموعة من المواقع الأثرية وهي : بلدة جرش تقع على مسافة 15كم جنوبخميس مشيط ، عثر فيها على بقايا مبان ضخمة من الحجارة وأخرى من الطين ومعثورات متنوعة يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام والفترات الإسلامية المتعاقبة حتى القرن الحادي عشر الميلادي، كما يمر بها طريق الحاج القادم من بلاد اليمن وكانت جرش ذائعة الصيت عند البعثة النبوية الشريفة بصفتها مركزاً تجارياً هاماً ، أسلم أهل جرش في عهد الرسول صلى وعليه وسلم، وتولى أبو سفيان إمارتها في تلك الفترة . وادي تثليث منطقة تثليث من المناطق المهمة أثرياً لما تحتويه من عشرات المواقع الأثرية المختلفة، منها ما يعود للعصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث ومواقع من حضارة جنوب الجزيرة العربية، كما تنتشر فيها مواقع الرسوم والنقوش الصخرية والكتابات ومناجم التعدين. المخسمة تقع المخسمة إلى الجنوب من الطريق الذي يربط خميس مشيط بالقرعاء في منطقة صخرية من الجرانيت الذي يغلب عليه اللون البني. وعثر فيها على مجموعة كبيرة من الأدوات الحجرية وعدد من الكسر الفخارية إضافة إلى أساسات مبان قديمة شيدت بالكسر الحجرية ذات الأشكال والأحجام المختلفة. ويمتد تاريخ موقع المخسمة من الألف الثالث إلى الألف الثاني قبل الميلاد . مجمع آل الحيان هذا الموقع عبارة عن صخرة كبيرة مرتفعة جداً عليها رسوم تمثل معركة حربية تظهر فيها الخيول وعلى ظهورها الفرسان الذين يحمل كل منهم رمحاً قصيراً في يده، وتنتشر حول هذه الصخرة أحجار متناثرة تحمل رسوماً آدمية وحيوانية. وإلى الشمال الشرقي من الموقع على بعد 2كم منه توجد صخور متفرقة أخرى عليها نقوش مختلفة من أهمها تلك المعروفة باسم (صخور آل مانع) التي تصور قافلة يظهر فيها الهودج. وادي عياء وادي عياء في محافظة بيشة بمنطقة عسير من المناطق الغنية بالمواقع الأثرية المختلفة، على شكل قرى عديدة منتشرة على أطراف الوادي وروافده مثل موقع الدحلة والرهوة والجحور والمعلاة والمضفاة، حيث حوت هذه المواقع القديمة إضافة إلى المساكن العديد من القلاع والحصون والمساجد والمقابر المختلفة. جهوة النماص تقع مدينة الجهوة على حافة وادي النماص من جهة الجنوب ، ذكرها الهمداني في كتاب (صفة جزيرة العرب) وأشار إلى سعتها ووصفها بأنها أكبر من مدينة جرش وأنها قاعدة لسلطنة صغيرة وكان ذلك في عام 320ه . ومن الآثار الباقية في موقع المدينة بقايا الأفران وخبث الحديد التي تشير إلى أن سكان مدينة الجهوة القدماء مارسوا مهنة تعدين الحديد أيضاً. بادية بني عمرو تقع شرق مدينة حلباء التابعة لمحافظة النماص، وهي من المناطق الغنية بالنقوش الصخرية القديمة وعثر على بعضها، تعود لفترات ما قبل الإسلام، وكذلك يوجد بها رسوم لكثير من الحيوانات المختلفة ورسوم آدمية ومناظر صيد ومشاهد لمعارك قتالية . إضافة إلى الكتابات الإسلامية بالخط الكوفي المبكر، وقد عثر على نقش يحمل ثلاثة فترات تاريخية 125-127-155ه.