مع كثرة الجرائم التي تسببت بها العمالة السائبة، بالإضافة إلى كثرة عمليات السطو على المنازل زادت مطالبة بعض السعوديات بتعلم فنون استخدام السلاح للدفاع عن أنفسهن أوقات الأزمات، وذلك من خلال نواد متخصصة تشرف عليها كوادر نسائية، حيث طالبت فتاة جامعية المسؤولين بإيجاد مراكز متخصصة لتعليم الفتيات الرماية حتى يدافعن عن أنفسهن. يأتي ذلك في تأكيد على أن تعليم الفتاة لفنون السلاح بغرض الدفاع عن نفسها جائز شرعا في استناد إلى ما قاله عمر رضي الله عنه "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل". وأن فكرة إقامة نواد لتدريب السيدات على استخدام الأسلحة أمر غاية في الأهمية وأن يكون ذلك إلى جانب تعلم مهارات بحيث لا تكون عدوانية وتعبر عن أفكارها وحقوقها دون المساس بحقوق الآخرين. وكعادة المبادرات الجديدة فإن ردود الأفعال تختلف وتتباين الآراء. ففي تلك المبادرة رأى الكثير أنه لا مانع من تعلم المرأة فن الرماية مستشهدين في ذلك بالنساء في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام متمنيين أن تكون هناك مراكز خاصة ومؤكدين أنها مبادرة هادفة تؤمن للشباب ثقافة الرياضة المستمدة من الدين الإسلامي. وشجع البعض هذه المبادرة ولكن فقط تعلم الرماية واستخدام الأسلحة وليس حيازتها أو لبسها في كل مكان، لأنه في الوقت الحالي شر ولا خير فيه، أما التعلم فهو أمر عادي ويجب في الأصل تجنيد الشباب الإجباري وحتى الفتيات الراغبات في ذلك مثل كوريا، وأنه يجب أن تتعلم المرأة كل شيء يمكن أن يحميها ويجعلها قوية واثقة ومعتمدة على نفسها. وأكد البعض أن تعلم المرأة لفنون السلاح يعطيها ثقة بنفسها تجعلها تتشارك في هموم الحياة ومشكلاتها مع الرجل جنباً إلى جنب خاصة مع كثرة محاولات الاعتداء على المنازل وسرقة محتوياتها دون أي مواجهة مع أصحاب تلك المسروقات. إلا أن البعض أظهر مخاوفه من أن تحمل المرأة السلاح، مبررين ذلك بأن السلاح ذو حدين مذكرين بما قد يحدث من قتل بالسلاح عن طريق الخطأ وأنه من الأفضل أن تستخدم آلة الصعق للدفاع عن النفس في حالة مواجهة شخص يحاول معاكستها، كما رأى البعض أنه لابد أن يبدأ الأمر تدريجيا عبر الدفاع عن النفس ضد الاعتداء من خلال السلاح الكهربائي ووسائل الدفاع عن النفس المعروفة ثم الانتقال إلى استخدام السلاح الحقيقي إذا لزم الأمر، وهناك من أبدى تعجبه من طلبات الفتيات الغريبة التي تظهر يوما بعد يوم ولا يعلم من أين يأتين بها، فالمرأة خلقت معززة مكرمة في بلد المسلمين عامة ولن يرضى أحد بأي شكل من الأشكال أن تحمل المرأة السلاح لأنه ليس هناك حاجة لهذا الشيء الآن. جدير بالذكر أن المرأة السعودية أثبتت كفاءة عالية في الرماية بالسلاح متفوقة على الرجل وذلك عندما فتح المهرجان الوطني للتراث أبواب ميدان الرماية للراغبين في التعلم، حيث برزت موهبة المرأة في جناح قوات الأمن عندما تسلحت بالتركيز والهدوء الواجب توافرها في الرامي الماهر.