يحل شهر رمضان المبارك خلال أيام وهو أحد المناسبات الكريمة التي يعتني بها الشعب السعودي بعمومه في ممارسة حياة خاصة تختلف عن بقية العام , سواءً بقضاء الأيام والليالي الرمضانية في العبادة بإعمار المساجد والتصدق وصلة الرحم وغيرها, أو عن طريق أصناف الطعام التي تختلف في رمضان باختلاف وقت الأكل الذي يعتبر إفطاراً بعد صلاة المغرب.ولاتساع رقعة المملكة وكثرة أقاليمها ومدنها, فإن هنالك اختلاف في أصناف الأكل من منطقة لأخرى, وقد تعود بعض الأطباق الرمضانية في بعض المناطق إلى ما يزيد عن خمسين أو مائة عام.ففي منطقة نجران لاحظ مندوب واس مظاهر الاستعدادات المبكرة وحركة التسوق النشطة والمزدحمة قبل حلول شهر رمضان المبارك , وذلك بشراء الذبائح ومقادير الأطعمة الرمضانية حيث أوضح المواطن علي آل شرية أن الإفطار الرمضاني في نجران متشابه لحد كبير بين الناس في المنطقة , مبرزاً مايميزه بتوفر تمر الخلاص النجراني والقهوة العربية -الخولانية- بالإضافة إلى أكلات تقدم على المائدة الرمضانية يشترك فيها الشعب السعودي جميعاً وبعض البلدان العربية مثل "الشوربة" و "المكرونة" و"السنبوسة" وغيرها. وأبان بأن أهم ما يبهجه في الإفطار هو التفاف العائلة جميعاً على هذه الوجبة التي تُسعد كل مسلم صائم وتدخل السرور على قلبه.وقال آل شرية "تكثر الولائم الأسرية في شهر رمضان وعلى وجبة الإفطار خصيصاً, لأن الناس تريد أجر إفطار الصائم ولأنها سنة اجتماعية سنّها آبائنا من قبلنا, وقد تعودنا على دعوة بعضنا البعض أيام الشهر الفضيل" . وفي لقاء آخر مع المسن محمد آل زمانان أوضح أن الإفطار الرمضاني في نجران يشتهر بالأكلة الشعبية الشهيرة "الرقش" والتي تتكون من قطع من الخبز البر يصب عليها "المرق" ثم يوضع عليها قطع من اللحم وبعض الخضار المطبوخة بالإضافة إلى "الوفد والمرق" و "الحميسة". وبيّن آل زمانان أنه ما زال مستمر في إفطاره حتى الآن على عادة قديمة جداً وهي أكل التمر مع السمن البلدي , مشيراً إلى أن العبادة والحركة والمشي في رمضان تقيه بإذن الله عز وجل من التأثير السلبي لمثل هذه الأكلات. ويعتمد الشاب محمد مانع اليامي وعائلته الصغيرة على إفطار بسيط ومنظم مؤكداً أنه لا يشتري إلا كميات قليلة من المواد المعروفة والمعهود على استخدامها في المطبخ الرمضاني مثل "الشوربة" و"السنبوسة" التي هي أهم ما يتناوله في رمضان وقت الإفطار , فيما تشتمل مائدة طعام العشاء على "الرقش" أو "الحميسة" أو "كبسة لحم". وفي جانب آخر قال احد باعة الأغنام في المنطقة يوسف الدوشان الذي قال " إنه باع في يومين أكثر من مائة خروف وجميعها كان الهدف من شرائها الاستعداد لشهر رمضان الكريم حيث أن مثل هذه الأيام تعتبر موسماً لبيع الذبائح.فيما أكّد أحد مُلّاك محال التمور المعروفة في المنطقة أنه يجلب أعداداً كبيرة من خلاص نجران لأنه الإقبال عليه كبير في شهر رمضان, مشيراً إلى أنه يبيع يومياً أكثر من 60 كرتون. من جانبه أوضح المدير العام لمركز تسويق نجران مول محمد حسين ال هتيله أن القوة الشرائية لهذا العام بالمركز أكثر من الأعوام السابقة حيث يفوق عدد العملاء ال 5000 متسوق يومياً .