عاش مجتمع الثقافة والفنون في الخليج والعالم العربي احتفالية افتتاح الدورة العاشرة لبينالي الشارقة الذي رعاه وشرَّف افتتاحه وانطلاقة فعالياته صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في السادس عشر من مارس الماضي ويستمر حتى السادس عشر من مايو (أيار) حضر الافتتاح سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة وسمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة وذلك بمتحف الشارقة للفنون في منطقة الفنون بقلب الشارقة، ويستضيف البينالي في دورته الحالية أكثر من 65 عملاً منجزاً خصيصاً لهذه الدورة إضافة إلى مجموعة واسعة من الأعمال الفنية في مختلف الحقول الفنية. وقام سموه بجولة تفقدية ترافقه في الجولة الشيخة حور بنت سلطان القاسمي شملت مختلف أقسام وأجنحة البينالي التي ضمت الكثير من الأعمال التشكيلية والفنية التي تدور حول شعار البينالي لهذا العام وهو "حبكة لبينالي" والذي يحمل طابع البينالي بوصفه (سيناريو) يمكن اتباع حبكته ويسمح بالارتجال وإعادة النظر في تقاليد وأشكال العرض واستخدام الفضاءات المتنوّعة والتماهي مع إيقاع المدينة والدعوة لتفاعل الزائرين والمقيمين في الشارقة والتي بدعها 119 فناناً من أكثر من 36 دولة حول العالم قدموا أعمالاً تشمل الفنون البصرية والسينما والموسيقى وعروض الأداء إلى جانب الورش العملية والمحاضرات تم عرضها في أماكن مختلفة من مدينة الشارقة منها متحف الشارقة للفنون، ومنطقتي الفنون والتراث، وسينما "الحمرا"، ومعهد الشارقة للفنون المسرحية، وصولاً إلى ملعب الكريكت في مدينة الشارقة. وقد استمع سموه خلال الجولة إلى شرح من القيّمتين رشا سلطي وسوزان كوتر حول الأعمال المشاركة في البينالي الذي يحتفي بمرور عشرين عاماً على انطلاقته، بحيث تقدم هذه الدورة احتفاليةً كبيرة تضم العديد من البرامج والفعاليات الفنية التي تكمل خريطة المشهد الثقافي في تنوّعها وغناها. وقد شملت جولة سموه التي تضم تلك الأعمال الفنية ابتداءً من متحف الشارقة للفنون ومتحف المقتنيات، مختتماً جولته بيت السركال في منطقة الفنون. وفي المساء قام سموه بتكريم المشاركين الفائزين بجوائز بينالي الشارقة العاشر، حيث أعلنت لجنة التحكيم المؤلفة من كلاوس بيسينباخ وبوريس غرويز، وكريستين طعمه أسماء الفنانين الفائزين بجوائز الدورة العاشرة لبينالي الشارقة وهم: عُمران قريشي ورانيا اسطفان وتريشا دونللي، كما نوّهت اللجنة بعمل الفيلسوف والمفكر جلال توفيق وبعمل الفنان الشاب ريان ثابت وقد أعرب سموه في ختام هذه الاحتفالية عن سعادته بهذا الحدث البارز، متمنياً للفنانين والمشاركين العطاء الدائم والإبداع المستمر، هذا وكان قد رافق سموه في الجولة وفي حفل توزيع الجوائز كل من الشيخة حور بنت سلطان بن محمد القاسمي، وجاك بريسكيان مدير مؤسسة الشارقة للفنون. توقيع إصدارات البينالي من جانب آخر وضمن فعاليات بينالي الشارقة أقيم في بيت "نابودة"، في منطقة التراث، قلب الشارقة، حفل لإطلاق مجموعة إصدارات "بينالي الشارقة" العاشر حضره عدد من المحررين والكتّاب المساهمين في الإصدارات، إضافة إلى القيمين رشا سلطي وهايك آيفزيان. وخلال الحفل تم توزيع كاتالوغ "بينالي الشارقة" العاشر، وفيه توثيق شامل ونقدي لجميع الأعمال والبرامج المقدمة في "بينالي الشارقة" العاشر. ويأتي برنامج الإصدارات تأكيداً على رغبة "بينالي الشارقة" العاشر في خلق برنامج غني ومتنوّع يشمل أطيافاً إبداعية متعددة، فيضم إلى جانب الإصدارات والفنون البصرية، برنامجاً موسيقياً وفنون أداء، وبرنامج سينما، إضافة إلى برنامج محاضرات وندوات. وقفه تاريخية عن البينالي بينالي الشارقة تظاهرة ثقافية تشكيلية دولية تهدف إلى تأطير وتوجيه الحركة التشكيلية العربية، يُقام كل سنتين في إمارة الشارقة بمساهمة الدول العربية والأجنبية، الهدف منه إبراز الدور الحضاري والثقافي للفنان العربي وتحقيق الحوار الفاعل والجاد مع الفنون العالمية وخلق علاقات طيبة مع الأفراد والمؤسسات والهيئات الفنية. افتتح أول بينالي في الرابع من أبريل عام 1993 ويستمر متتبعاً أهم الاتجاهات الفنية الدولية على أعلى مستوى من الأداء تديرها لجنة عليا منظمة ولجان فرعية منبثقة عنها تصوغ كل دورة من دوراته حسب التوجيهات والضرورات الفنية المذكورة في نظامه العام.